البراري يكتب : ماذا بعد تصريحات نتنياهو؟
حسن البراري
يتبنى نتنياهو نهجاً توسعياً يتجاوز حدود فلسطين، فيما يخرج سموتريتش اليوم ليعلن دفن فكرة الدولة الفلسطينية نهائيا.
مواجهة هذا المشروع لا تكون عبر استغلاله للضغط على هذه الدولة العربية أو تلك، بل عبر تبني سياسة دفاعية عربية موحدة، ترصد لها الموازنات الكافية، وتقوم على حقيقة أن إسرائيل هي العدو المركزي ليس للفلسطينيين فقط بل وللإقليم بشكل كامل.
اما الإبقاء على حالة التشظي والانقسام وتبادل الاتهامات وتحميل طرف عربي بعينه مسؤولية ما يجري كما يحلو لاعلام التضليل الذي يخدم إسرائيل، فليس سوى هدية مجانية للمخطط الإسرائيلي التوسعي الذي لم يعد يخفي أهدافه ولا يوارب في إعلانها أمام العالم. ومع ذلك، للأسف، تكتفي بعض التيارات السياسية باستغلال هذه التطورات لإحراج الدولة الاردنية وكأنها المسؤول الحصري عن كارثة لم تتسبب بها.
وفي وقت تبرز فيه دولة الكيان انيابها لافتراس ما يمكن افتراسه ما زال بعضنا لا يرى في ذلك سوى فرصة لضرب تماسك النسيج الداخلي أو لدفع الدولة للتساهل مع التجاوزات الخطرة وذلك من خلال منشورات مناضلي الكي بورد، بعضها متعاون مع منابر خارجية تستهدف الأردن جهارا نهارا.
المطلوب من الجميع الارتقاء لمواجهة الخطر القادم من خلال التركيز على العدو غرب النهر وحث النظام العربي على الارتقاء لمستوى التحدي وليس للنيل منه.
وأخيرا، لا يعبر الحديث عن حتمية زوال دولة الكيان إلا حالة من الهجر والهروب، فلا بديل عن امتلاك وسائل القوة القهرية الحقيقية التي تصنع الفارق.
