القرالة يكتب: الحسين... ولي عهد بحجم جيل ووطن

{title}
أخبار الأردن -

غيث القرالة

في الزمن الذي تصنع فيه القيادات بالصوت المرتفع والشعارات يختار الأمير الحسين بن عبدالله الثاني طريقا مختلفا هادئا في حضوره راسخا في خطابه وإنسانيا في تواصله ولي العهد الأردني لا يكتفي بأداء الدور الرسمي بل يبني لنفسه مكانة في وجدان الأردنيين بخطوات محسوبة وصوت يشبه الناس ورؤية تشبه المستقبل

ما يميز الأمير الحسين هو حضوره الصادق لا يتصنع الشعبية ولا يلهث وراء الأضواء يظهر في الميدان يشارك الناس مناسباتهم يزور الجامعات يفاجئ الشباب في ورشاتهم التدريبية يتحدث بلغتهم ويتفاعل مع طموحاتهم دون تكلف.

هذه القرب الإنساني جعل من صورته رمزا لدى قطاع واسع من الشباب الأردني يرونه شريكا لهم لا وصيا عليهم يسمعونه لا لأنه ولي العهد بل لأنه يمثلهم.

رغم الخلفية العسكرية الصارمة التي تربى عليها في ميادين التدريب والانضباط يظهر الأمير دائما بحس إنساني عالي في تعامله مع قضايا الفقر والتعليم وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أو في دعمه المتواصل لأسر الشهداء يتحدث بعين الإنسان لا بلغة الأرقام.

وفي ذات السياق منذ اليوم الأول أدرك الأمير أن الشباب ليسوا مجرد شريحة عمرية بل محرك ولهذا أسس رؤيته على تمكين الشباب لا من خلال الوعود أو الخطب بل عبر أدوات حقيقية منصات ومؤسسات ومبادرات تنموية وتعليمية وتكنولوجية مؤسسة ولي العهد على سبيل المثال لم تكن مجرد مؤسسة بل مركز إنتاج معرفي ومهني جمعت الشباب حول مفاهيم العمل الريادة الابتكار والانتماء أعادت الاعتبار للمهارات التقنية وربطت التعليم بسوق العمل وخلقت فرصا جديدة لأردنيين طامحين
هذا الدعم لم يكن نخبويا بل وصل إلى المحافظات والأطراف إلى الشباب الذين لم تسعفهم الظروف لكنه منحهم أدوات التغيير.

علاوة على ذلك في المشهد العام يفضل الأمير الحسين أن ينصت أكثر مما يعلن يتابع التفاصيل يقرأ الواقع ويعطي أولوية للوعي الجمعي هذا النهج في القيادة يعكس وعيا سياسيا مبكرت يدرك أن الزمن القادم لا تحكمه الأوامر فقط بل تسيره الثقة والقدرة على جمع الناس حول رؤية وطنية جامعة.

مجمل القول ،،،ليس سهلا على شخصية عامة أن تكون قريبة من الناس دون أن تفقد هيبتها أو أن تكون شابة دون أن تفقد النضج أو أن تكون حديثة دون أن تتخلى عن ثوابتها لكن الأمير الحسين بن عبدالله استطاع أن يجمع هذه الصفات معا فكان وجها جديدا للقيادة الأردنية: إنسانية في الملمح  وطنية في القلب وشبابية في الرؤية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية