"سيناريو فيتنام" يقترب من غزة
كشفت وسائل إعلام عبرية، عن ملامح خطة إسرائيلية جديدة للتعامل مع قطاع غزة، تتضمن السيطرة المبدئية على مدينة غزة دون اجتياح القطاع بالكامل، وسط خلافات داخلية حادة وتحذيرات من التورط في مستنقع عسكري طويل الأمد.
وبحسب ما أوردته القناة الإسرائيلية "12"، فإن الخطة التي من المقرر مناقشتها في اجتماع مجلس الوزراء (الكابينيت) يوم الخميس، تقوم على احتلال تدريجي يبدأ بمدينة غزة، مع نقل سكانها، الذين يُقدّر عددهم بين 900 ألف ومليون نسمة، إلى مناطق وسط القطاع بدعم لوجستي وإنساني من الولايات المتحدة.
ونقلت القناة عن رئيس الأركان الإسرائيلي تحذيره من أن "احتلال قطاع غزة سيضع إسرائيل في مأزق"، مشيرًا في جلسات مغلقة إلى مخاطر التورط في حرب مفتوحة بلا نهاية. وعلّق مصدر أمني آخر قائلاً إن إسرائيل "قد تدخل نموذج فيتنام بكامل إرادتها"، في إشارة إلى انزلاق محتمل نحو صراع طويل ومكلف.
ترتيبات لوجستية قبل الاجتياح
ووفق التقرير، فإن الخطة الإسرائيلية تتضمن مرحلة تحضيرية تمتد لعدة أسابيع لتجهيز بنية تحتية مؤقتة للنازحين، دون شن عملية برية فورية، على أن يبدأ بعدها الجيش الإسرائيلي في التوغل داخل مدينة غزة بشكل منظم.
في السياق ذاته، رجحت القناة أن يعلن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب عن خطة دعم إنساني بقيمة تقارب مليار دولار، لتمويل إنشاء مراكز توزيع مساعدات إنسانية في وسط القطاع، بالتنسيق مع دول أخرى، بهدف فصل هذه المساعدات عن سيطرة حماس وضمان وصولها المباشر إلى المدنيين.
وفي موازاة العملية العسكرية، تدرس إسرائيل تثبيت سيطرتها الدائمة على الشريط الأمني المحاذي للسياج الحدودي، الذي تسيطر عليه منذ بدء الحرب، في خطوة قد تؤسس لتغيير طويل الأمد في الجغرافيا العسكرية للمنطقة.
خطة بديلة من رئيس الأركان
وفي مواجهة خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طرح رئيس الأركان الإسرائيلي خطة بديلة من خمسة عناصر، تشمل تطويق مدينة غزة وفرض حصار محكم، واستخدام قوة نيران كثيفة لتقويض قدرات حماس، وعمليات توغل محدودة لتقليل المخاطر على الرهائن وتقليل الخسائر في صفوف الجيش.
وتشدد الخطة على تجنب الانجرار إلى عمليات برية واسعة داخل أحياء غزة المكتظة، خشية الوقوع في كمائن مفخخة أو المساس بالرهائن المحتجزين.
ووصفت وسائل الإعلام العبرية مناقشة هذه الخطة بأنها "أهم نقطة تحول منذ بداية الحرب"، وسط تساؤلات متزايدة عن مصير الرهائن الذين ما زالوا في قبضة حماس داخل مدينة غزة، وإمكانية التوصل إلى اتفاق جديد بشأن صفقة تبادل.

