الزيود تكتب: الكفاءة أولًا… حين تسقط أوراق التوت عن الحصانة الحزبية
دعاء الزيود
في عالم السياسة، كثيرون يراهنون على أن القرب من مراكز القرار يمنحهم حصانة، وأن الانتماء الحزبي — خاصة للأحزاب المقرّبة من الدولة — هو بطاقة عبور دائمة إلى المناصب.
لكن التعديل الوزاري الأخير نسف هذه المعادلة، وأثبت أن الدولة الأردنية اليوم تُعيد ترتيب أولوياتها بمعيار واحد: الكفاءة قبل الولاء، والإنجاز قبل الانتماء.
خروج وزراء حزبيين من حقائبهم، رغم تموضع أحزابهم في دائرة "الأمان السياسي"، لم يكن تفصيلًا عابرًا، بل كان إعلانًا صريحًا أن الحكومة لا تشتري صمتًا، ولا تجامل فشلًا، ولا تساوم على الأداء.
هذه ليست رسالة للوزراء المعنيين فحسب، بل صفارة إنذار لكل حزب أو تيار يظن أن الأبواب ستظل مفتوحة أمامه لمجرد قربه من السلطة. فالدولة، حين تضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، تُسقط أوراق التوت عن الحصانات الوهمية، وتعيد تعريف قواعد اللعبة السياسية.
المرحلة المقبلة لن تحتمل المقاعد الدافئة ولا الوجوه المكررة بلا أثر. الناس تنتظر أفعالًا ملموسة، والحكومة تعرف أن صبر الشارع ليس مطاطًا، وأن كلفة الإبقاء على غير المنتجين أكبر من كلفة إقصائهم.
على الأحزاب أن تستوعب الدرس: في دولة تبحث عن حلول لأزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، لا قيمة لأي موقع سياسي إذا لم يقترن بإنجاز. المناصب ليست غنيمة… بل امتحان، ومن يرسب يُغادر.

