خلافات غير مسبوقة بين الجيش الإسرائيلي ونتنياهو

{title}
أخبار الأردن -

 

تشهد إسرائيل واحدة من أخطر الأزمات الداخلية بين المؤسسة العسكرية والقيادة السياسية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط تصاعد الخلافات بشأن خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال القطاع، والتي تثير جدلاً متنامياً في أروقة القرار العسكري والأمني.

الأزمة انفجرت بشكل علني بعد تزايد الضغوط من أقطاب اليمين الإسرائيلي المتطرف، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي طالب رئيس أركان الجيش إيال زامير بالامتثال الكامل لتوجيهات القيادة السياسية، بما في ذلك تنفيذ "الحسم العسكري" واحتلال القطاع، داعياً إياه إلى إعلان هذا الالتزام بشكل صريح.

وفي مؤشر على التوتر داخل المؤسسة العسكرية، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، إلغاء حالة الطوارئ القتالية المفروضة منذ بدء الحرب، والتي كانت تُمكِّن الجيش من تمديد خدمة الجنود النظاميين لأربعة أشهر بعد انتهاء خدمتهم الإلزامية. ووفق بيان رسمي، سيُطبَّق القرار اعتباراً من منتصف آب/أغسطس الحالي، مما يعني تسريح آلاف الجنود في توقيت حساس من العمليات داخل غزة.

الجيش يرفض "الاحتلال الكامل".. ونتنياهو يُصر

محللون إسرائيليون رأوا أن قرار الجيش بإلغاء حالة الطوارئ يعكس رفضاً ضمنياً للانخراط في مرحلة جديدة من التوغل الكامل في القطاع، وهو ما يتناقض مع توجهات نتنياهو، الذي نقلت عنه القناة 12 الإسرائيلية عزمه تنفيذ عملية احتلال شاملة لقطاع غزة، بزعم البحث عن نحو 50 أسيراً إسرائيلياً، يُعتقد أن نحو 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة.

وتؤكد المصادر أن هذا المخطط يحظى بدعم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تُبدي انفتاحاً على خطة إعادة الانتشار الإسرائيلي في غزة، خاصة في ظل الانتقادات القديمة لانسحاب تل أبيب من القطاع عام 2005.

نجل نتنياهو يتهم الجيش بـ"التمرد والانقلاب"

في تصعيد إضافي، هاجم يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، رئيس الأركان زامير، متهماً إياه بقيادة ما سماه "انقلاباً عسكرياً" ضد الحكومة. وكتب على منصة "إكس" (تويتر سابقاً):

"هذه ليست جمهورية موز! لا يحق للجيش أن يقرر إن كانت هناك حاجة إلى الحسم أم لا".

تصريحات يائير جاءت رداً على منشور للمحلل العسكري يوسي يهوشواع دعا فيه الحكومة إلى مصارحة الجمهور بكلفة أي عملية عسكرية مقبلة في غزة، وهو ما اعتبره نجل نتنياهو "تمرداً إجرامياً" يستدعي المواجهة.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "هآرتس" أن نتنياهو قدّم للمجلس الوزاري المصغر خطة تقضي باحتلال أجزاء من القطاع بشكل دائم تحت ذريعة "تأمين الحدود والبحث عن الرهائن". ووفق التقرير، فإن هذه الخطة تحظى بموافقة ضمنية من إدارة ترامب التي تُبدي استعداداً لتوفير الغطاء السياسي.

حرب إبادة مستمرة.. وجرائم موثقة

ميدانياً، تواصل إسرائيل حربها المفتوحة على غزة، ما تسبب في إبادة جماعية أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 210 آلاف فلسطيني، من بينهم آلاف النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون المجاعة وسط كارثة إنسانية شاملة.

ويأتي كل ذلك في ظل استمرار تجاهل إسرائيل لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان، فيما تتعالى الأصوات الدولية المطالبة بوقف الحرب وإفساح المجال أمام الإغاثة العاجلة، وسط اتساع الغضب الشعبي والدولي من حكومة نتنياهو التي تواجه دعاوى في المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية