جباره يكتب: نهضة الإدارة المحلية: “سند” تقدم ورقة سياسات برؤية شبابية واقعية للإصلاح
بقلم: د. عبدالله ماجد جباره
في ظل الدعوات المتزايدة لتعزيز دور الشباب في الشأن العام، وخصوصاً في إدارة الحكم المحلي، تأتي ورقة السياسات التي أعدّتها “جمعية سند للفكر والعمل الشبابي” بعنوان “نحو تطوير منظومة الحكم المحلي في الأردن لتعزيز مشاركة الشباب” كمبادرة جديرة بالاهتمام، تقدّم نموذجاً تطبيقياً لرؤية شبابية تستند إلى بحث ميداني ومعالجة واقعية للتحديات.
ما يلفت في هذه الورقة هو تبنّيها لمنهجية عملية قامت على استطلاع وطني مميز شمل آراء شباب وخبراء في الإدارة المحلية، حيث أن هذا الأسلوب أضفى على الورقة بعداً علمياً يعزز من مصداقيتها، ويدعم توصياتها المستندة إلى بيانات فعلية، لا إلى انطباعات عامة. وقد أبرزت الاستبانة قضايا جوهرية مثل ضعف الصلاحيات الممنوحة للمجالس المحلية، والاعتماد المالي الكبير على الحكومة المركزية، وهي تحديات تؤثر بشكل مباشر على فعالية منظومة الحكم المحلي.
كما لاحظت بأن الورقة تُقدّم رؤية استراتيجية متكاملة، تتضمن مقترحات لتعديل التشريعات وتعزيز الصلاحيات، وتوسيع مصادر تمويل البلديات، إلى جانب آليات مقترحة لتعزيز الشفافية والمساءلة. هذه التوصيات تتسم بالوضوح والعملية، وتنسجم مع الخط العام للإصلاح الإداري الذي يشهده الأردن.
وفي جانب تمكين الشباب والنساء، تتناول الورقة عدداً من الاقتراحات التي يمكن النظر فيها بجدية، مثل اعتماد كوتا شبابية، وإنشاء مجالس شبابية استشارية، وإطلاق برامج تأهيل تستهدف هذه الفئات. وهي خطوات، إن طُبّقت وفق نهج مؤسسي، يمكن أن تساهم في تحسين التمثيل والمشاركة في المجالس المحلية.
من الجدير بالذكر أن الورقة لا تقتصر على تشخيص الواقع، بل تسعى إلى رسم مسار عملي قابل للتنفيذ، وهذا ما تحتاجه عملية الإصلاح أكثر من أي وقت مضى. ويُحسب للجمعية اعتمادها على أدوات تحليل وسياسات عامة تتوافق مع متطلبات المرحلة وتُراعي السياق المحلي.
ختاماً، فإن هذه الورقة تمثّل إحدى المحاولات الشبابية الجادة للمساهمة في تطوير العمل المحلي، وهي مادة قابلة للنقاش والتطوير، ويمكن أن تشكّل مرجعاً مفيداً لصنّاع القرار، إن تم الأخذ بها ضمن عملية تشاركية تراعي مختلف وجهات النظر، وتترجم التوصيات إلى خطوات تنفيذية على الأرض.

