"يجب قطع رأس الأفعى".. الاحتلال يتطاول على الأزهر وشيخه
شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية هجومًا لاذعًا على مؤسسة الأزهر الشريف وشيخ الجامع الأزهر الإمام أحمد الطيب، بسبب مواقفهما المناهضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفضهما الصريح للسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وفي تصعيد غير مسبوق، وصفت صحيفة "معاريف" العبرية مؤسسة الأزهر بـ"رأس الأفعى" في مصر، معتبرة أنها تمثل مصدرًا رئيسيًا لما وصفته بـ"العداء لإسرائيل"، وطالبت صراحةً بـ"قطع هذا الرأس"، على حد تعبيرها.
وفي تقرير موسع نشرته الصحيفة، أجرت "معاريف" مقابلة مع المقدم السابق في جهاز المخابرات الإسرائيلية (احتياط)، إيلي ديكل، المتخصص في الشأن المصري، الذي وجه بدوره انتقادات حادة للأزهر، واعتبره "منبرًا دائمًا لمعاداة إسرائيل من داخل مصر".
وقال ديكل في حديثه للصحيفة: "الأزهر ليس مؤسسة دينية فحسب، بل هو قوة ناعمة ضخمة تدير أكثر من ألف معهد ديني، وهو المرجعية العليا في العالم الإسلامي السني"، مضيفًا أن العلاقة بين الأزهر والدولة المصرية وثيقة للغاية، حيث تبنّى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المؤسسة ووفّر لها الدعم الكامل.
فتوى الأزهر تثير غضب تل أبيب
وتطرق ديكل في حديثه إلى موقف الأزهر عقب هجوم 7 أكتوبر 2023، قائلاً إن المؤسسة الدينية لم تُدن ما قامت به حركة حماس، بل أصدرت فتوى تعتبر أن "ما فعلته حماس يدخل ضمن واجب تحرير الأراضي المحتلة".
كما أشار إلى بيان شديد اللهجة أصدره الأزهر مؤخرًا ضد إسرائيل، واعتبر فيه أن ما يحدث في قطاع غزة يمثل جرائم إبادة جماعية وسياسة تجويع، قبل أن يتم حذف البيان لاحقًا.
وألمح ديكل إلى احتمال وجود ضغوط خارجية على القاهرة دفعتها لسحب البيان، ملمحًا إلى "اتصالات من واشنطن أو تل أبيب" نقلت رسائل مفادها أن الدور المصري كوسيط في غزة يجب أن يبقى بعيدًا عن إصدار إدانات صريحة لإسرائيل.
وطرح ديكل فرضيتين بشأن حذف البيان، إحداهما أن الدولة المصرية أرادت التبرؤ من تصريحات الأزهر وإظهار أنها لا تمثلها رسميًا، بينما الثانية تفترض أن القاهرة كانت مؤيدة للبيان ثم عدلت موقفها لاحقًا تحت ضغط خارجي.
وقال: "لو كانت الدولة المصرية غاضبة بالفعل من الأزهر، لكانت قادرة على سحب ميزانياته أو إغلاق منابره الإعلامية على الفور، لكنها لم تفعل، مما يشير إلى وجود حسابات سياسية ودبلوماسية معقدة في الخلفية".
ورغم التصعيد الإسرائيلي ضد الأزهر، لم تصدر بعد أي تعليقات رسمية من الجانب المصري، سواء من مؤسسة الأزهر نفسها أو من الحكومة المصرية.
ويُتوقع أن يثير هذا الهجوم ردود فعل قوية في الأوساط الدينية والسياسية، خصوصًا في ظل المكانة الرفيعة التي يتمتع بها الأزهر على مستوى العالم الإسلامي.

