ميدفيديف يحذّر ترامب: إنذاراتكم خطوات نحو الحرب
وجّه الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري ميدفيديف انتقاداً لاذعاً للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد تهديد الأخير بتقليص المهلة التي منحها لروسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
وقال ميدفيديف في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب، ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده"، في إشارة إلى أن أي تصعيد من قبل واشنطن قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.
وأضاف ميدفيديف: "روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في مقارنة ضمنية بالحرب القصيرة التي اندلعت الشهر الماضي بين تل أبيب وطهران، والتي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران دعماً لحليفتها إسرائيل، مؤكداً أن التعامل مع روسيا يختلف تماماً من حيث الحجم والتداعيات.
تصعيد أميركي وتحذيرات روسية
تصريحات ميدفيديف جاءت رداً على لهجة ترامب التصعيدية الأخيرة تجاه موسكو، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وعدم تحقيق تقدم ملموس نحو وقف القتال.
وكان ترامب قد صرّح، في وقت سابق من الشهر الجاري، أنه سيمنح روسيا مهلة 50 يوماً لوقف إطلاق النار، مهدداً بفرض رسوم جمركية مشددة على شركاء موسكو التجاريين في حال لم تُلبَّ مطالبه. وقد حدد الموعد النهائي في 2 سبتمبر/أيلول المقبل.
لكن خلال لقائه برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يوم الاثنين، كشف ترامب عن نيّته تقليص المهلة، قائلاً: "يمكن أن تكون 10 أيام أو 12 يوماً"، في إشارة إلى ضيقه من استمرار العمليات العسكرية الروسية.
وقال الرئيس الأميركي إنه يشعر بـ"خيبة أمل كبيرة" من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب استمرار استهداف المدنيين في أوكرانيا، وأضاف: "لم أعد مهتما بالتحدث معه. شعرتُ حقاً أن الأمر سينتهي، لكن في كل مرة أظن فيها أنه سينتهي، يقتل مزيداً من الناس".
ويحظى ديمتري ميدفيديف، الذي تولّى رئاسة روسيا بين عامي 2008 و2012، بتأثير قوي في دوائر صنع القرار الروسية، خاصة عبر موقعه الحالي كنائب لرئيس مجلس الأمن القومي، وهي الهيئة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين والمعنية بالملفات الأمنية والعسكرية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه الحرب الروسية الأوكرانية دخولها مراحل أكثر تعقيداً، مع ازدياد التدخلات الغربية في مسارها، ومطالبات متزايدة بالوصول إلى تسوية سياسية تنهي النزاع، وسط تحذيرات من انزلاق المواجهة إلى صراع أوسع.

