غزة تموت جوعا.. تحذيرات من مقتلة جماعية بحق 100 ألف طفل
استشهد 11 فلسطينياً، بينهم أطفال، جوعاً خلال الساعات الـ24 الماضية في قطاع غزة، في وقت حذر فيه المكتب الإعلامي الحكومي من "مقتلة جماعية" تلوح في الأفق تهدد حياة 100 ألف طفل إذا لم يتم إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل عاجل.
وقال المكتب الإعلامي في بيان: "نحمل الاحتلال الإسرائيلي والدول المنخرطة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن الجريمة الوشيكة، ونحذر من أن استمرار الصمت الدولي يُعد تواطؤاً واضحاً في الإبادة الجماعية للأطفال في القطاع".
وأشار البيان إلى أن القطاع يواجه انهياراً إنسانياً شاملاً، فيما ناشد المجتمع الدولي التدخل السريع لإدخال الحليب والأغذية العلاجية اللازمة لإنقاذ حياة الأطفال.
ارتفاع حصيلة الوفيات بسبب الجوع
أكدت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية ارتفعت إلى 122 حالة، بينهم 83 طفلاً. ومن بين الضحايا الرضيع هود عرفات الذي توفي في المستشفى المعمداني، والرضيعة زينب أحمد أبو حليب (6 أشهر) التي فارقت الحياة نتيجة نقص الغذاء والدواء بسبب الحصار.
وقال الدكتور أحمد الفرا، مدير مستشفى الأطفال بمجمع ناصر الطبي، لقناة الجزيرة:
"الأطفال لا يمكنهم الصمود طويلاً أمام الجوع. إن لم تُفتح المعابر ويدخل الغذاء فوراً، سنشهد مقتلة جماعية".
وأضاف الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة بغزة، أن حالات الوفاة بسبب الجوع تتصاعد بشكل متسارع، مشيراً إلى تسجيل أكثر من 3 آلاف حالة إجهاض ووفاة للأجنة داخل الأرحام خلال الأشهر الماضية بسبب سوء التغذية.
تحذيرات أممية ودعوات للعقوبات
أعلنت منظمة يونيسيف أن مخزون الأغذية العلاجية المنقذة للحياة في غزة أوشك على النفاد، موضحة أن الإمدادات الحالية تكفي لعلاج 3 آلاف طفل فقط، ومن المتوقع أن تنفد خلال ثلاثة أسابيع.
في سياق متصل، دعا المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إلى فرض عقوبات على إسرائيل، مؤكداً أن "عبارات الشجب لم تعد كافية، إذ إن إسرائيل تعلن صراحة نيتها تجويع الفلسطينيين".
كما شددت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، على أن "ما يحدث في غزة تجاوز كل المعايير القانونية والأخلاقية، وكل دقيقة تأخير في وقف إطلاق النار تعني المزيد من الأرواح المهدورة".
إتلاف المساعدات وسط المجاعة
في تطور خطير، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن قيام جيش الاحتلال بإتلاف كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية، بينها حمولة ألف شاحنة من الغذاء والدواء، بحجة "خلل في آلية التوزيع"، فيما يتضور سكان غزة جوعاً.
من جهتها، ذكرت صحيفة "آي نيوز" البريطانية أن بريطانيا وحلفاءها يدرسون إسقاط مساعدات غذائية من الجو إلى غزة، نظراً لفشل وصول المساعدات عبر المعابر البرية.
ويأتي هذا المشهد الإنساني المأساوي بعد مرور ما يقارب عامين على الحرب الإسرائيلية على غزة، التي خلفت أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة العشرات.

