غزة.. الجوع يفتك بالأطفال ونداء عاجل لإنقاذ ما تبقى من الحياة
في مشهد مأساوي جديد يكشف حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، حذّر مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، من تزايد متسارع في أعداد الوفيات جراء الجوع، مؤكدًا أن الساعات المقبلة قد تشهد تصعيدًا كارثيًا في أعداد الضحايا.
وفي مداخلة مع قناة الجزيرة، وصف أبو سلمية الوضع في القطاع بأنه "منهار بالكامل"، موضحًا أن الأطفال يتضورون جوعًا، فيما يفتك القصف والمرض بمن تبقّى من السكان. وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة ممنهجة للتجويع والقتل، في ظل صمت دولي مطبق.
وأوضح أن سكان غزة يُجبرون على المجازفة بأرواحهم للوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، التي تحولت إلى ما وصفه بـ"مصائد الموت"، مشيرًا إلى أن عشرات الضحايا سقطوا أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء، بينهم مرضى وطواقم طبية لم يتناولوا الطعام منذ أكثر من 24 ساعة.
وارتفعت حصيلة الوفيات بسبب نقص الغذاء والدواء إلى 620 حالة، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وسط استمرار المجاعة ومنع الاحتلال لإيصال المساعدات الإنسانية بطرق آمنة. وفي أحدث المجازر، استشهد 54 فلسطينيًا شمال غربي مدينة غزة، بينهم 51 من منتظري المساعدات، فيما أصيب 60 آخرون بجروح خطيرة.
وأكد أبو سلمية أن المجمع الطبي يعاني من شلل شبه تام، مشيرًا إلى غياب غرف العمليات، ونفاد الأدوية والوقود، وعجز الطواقم عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى الذين يتهددهم الموت في كل لحظة.
كما أطلقت سيارات الإسعاف في غزة صفارات استغاثة بشكل جماعي، في رسالة عاجلة إلى العالم، تحذر من الانهيار الكامل للوضع الصحي، وتطالب بتدخل فوري لفتح المعابر وإدخال المساعدات.
ووجّه أبو سلمية نداءً مؤلمًا إلى الدول العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، داعيًا إلى تحرك عاجل لإنقاذ غزة من "مجزرة الجوع" التي تهدد حياة المدنيين ومستقبل الأجيال القادمة.

