الزواهرة يكتب:جيل الزرقاء الجديد.. لا صراعات، بل بناء

{title}
أخبار الأردن -

 

محمد صبيح الزواهرة

في الزرقاء، المدينة التي أنهكتها التكرارات، وضاعت فيها الفرص بين وجوه استُهلكها المشهد ولم تقدّم ما يليق بحجم التحدي… حان الوقت لنقولها بوضوح: هناك طاقات متمكنة، واعية، صادقة، لكنها ما زالت مدفونة تحت ركام الإقصاء والتجاهل. طاقات لم تُمنح فرصة، لا لضعفٍ فيها، بل لأن المشهد محصور في دائرة مغلقة تُعيد إنتاج نفسها منذ سنوات.

في الأزقة، في الحارات، في المخيم، في المقاهي، في أطراف المدينة، في الأماكن التي لا يعرفها أحد ولم يزرها أحد، لأنها ببساطة خارج الحسابات… هناك شباب وشابات، كبارٌ في الخبرة، وخبراء في مجالاتهم، جميعهم يعرفون المدينة جيدًا، ويعيشون نبضها وتفاصيلها. وجوه تمتلك الوعي والرؤية والقدرة على التغيير، لكنها لم تنل فرصتها بعد، لأنها لا تُجيد المجاملة ولا تنتمي إلى دوائر المصالح الضيقة.

الزرقاء لا تحتاج إلى مزيد من الشعارات ولا وجوهًا مُكرّرة، بل تحتاج لتجديد حقيقي، يبدأ بالاعتراف بأن من أخذ فرصته وفشل، عليه أن يفسح الطريق لمن لم يأخذها بعد. فالتغيير ليس صراعًا، بل انتقالًا طبيعيًا نحو الأفضل.

لدينا في الزرقاء حلم… أن نعيد تشكيل صورتها، ونعيد الاعتبار لكفاءاتها، وأن نصنع تمثيلًا حقيقيًا يعبّر عن الناس، لا يتعالى عليهم. آن الأوان للوجوه القادرة أن تصعد، وتعيد الثقة والأمل في التغيير.

القادم منظم، واعٍ، وقادر… لا ينشغل بالمناكفات، ولا يضيع الوقت في الاصطفافات العقيمة. القادم يحمل مشروعًا نقيًّا، لا ينتقم من أحد، بل ينتصر للمدينة وأهلها. القادم سيصنع واقعًا جديدًا يتجاوز المتناحرين، ويعيد الأمل لقلوب تعبت، وعيونٍ ما زالت تنتظر أن ترى الزرقاء كما تستحق… مدينة حية، عادلة، تُدار بعقول أبنائها وبقلوب مخلصة.

وحتمًا… سيصل. وسيصنع التغيير.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية