البراري يكتب: شذرات الصباح
حسن البراري
-العشائر ليست تفصيلاً عابراً في المشهد، بل هي "القوة النائمة" التي إذا استفاقت، أعادت خلط أوراق اللعبة كما تُخلط أوراق الشدّة، فتتبدل القواعد وتتشكل خرائط التأثير من جديد. هي من ردعت اسرائيل في السويداء وهي من انتصر لمنطق الدولة عندما غزاها الفكر الأممي والقومي الزائفين.
- حديث الفلسطينيين عن المجاعة في غزة لم يعد "أداة ضغط" على المجتمع الدولي، بل بات إعلاناً صريحاً عن مجاعة جماعية تمشي على قدمين، تفضح عجز العالم، وتؤذن بموت أهل غزة برصاص الجوع.
- الوقوف مع غزة لم يعد خياراً سياسياً أو موقفاً أخلاقياً، بل صار امتحاناً وجودياً لكل من بقي فيه ذرة إنسانية؛ دعمها فرض عين، لا تسقطه اختلافاتنا ولا تبرر غيابه الخصومات. فلقد بلغ السيل الزبى!
- لا جدوى من أن يتحول دعم غزة إلى ساحة للمزايدات الداخلية أو تصفية الحسابات الفئوية. الفضاء الأزرق يعج بمنشورات اقصائية وتحوينية وفيها الكثير من اللطم والاتهام ولا تقدم وسيلة عملية للدعم سوى الصراخ. فلتكن الكتابة للدعم وحشد التاييد وليس للتأليب. لا تنسوا أن هذا ما يراهن عليه العدو وأصحاب الاجندات الضيقة.
- في لحظة التراجع المتكرر للدولة القطرية في أداء وظائفها، لا ينبغي أن يكون البديل هو الانقسام أو التشظي، بل بعث جديد لفكرة الدولة الجامعة العادلة، لا بعثرة الخريطة وتمزيقها. دول المشرق العربي تحديدا في عين العاصفة.

