مشروب طبيعي يغيّر حياة مرضى القولون

{title}
أخبار الأردن -

 

في تطور علمي لافت قد يمنح الأمل لملايين المصابين بالتهاب القولون التقرحي حول العالم، كشفت دراسة حديثة عن دور محتمل لماء جوز الهند في تخفيف أعراض هذا المرض المزمن الذي يصيب الأمعاء الغليظة والمستقيم، ويُعرف بتسببه في التهابات وتقرحات مؤلمة، إلى جانب الإسهال الحاد، وآلام البطن، وفقدان الوزن.

الدراسة التي أجراها باحثون من المعهد الهندي للعلوم الطبية، وشملت 97 مريضًا يعانون من درجات خفيفة إلى متوسطة من التهاب القولون التقرحي، وجدت أن المرضى الذين تناولوا 400 مل من ماء جوز الهند يوميًا لمدة 8 أسابيع أظهروا تحسنًا ملحوظًا في الأعراض السريرية، مقارنةً بمن تلقوا علاجًا وهميًا.

تحسن التوازن البكتيري في الأمعاء كان من أبرز نتائج الدراسة، حيث لاحظ الباحثون ارتفاعًا في نسب البكتيريا المفيدة وانخفاضًا في البكتيريا المسببة للالتهاب، ما يشير إلى إمكانية مساهمة ماء جوز الهند في تقليل خطر تطور المرض إلى مضاعفات أكثر خطورة، مثل سرطان القولون والمستقيم.

ويتميز ماء جوز الهند بمحتواه الغني من البوتاسيوم (نحو 600 ملغ للكوب الواحد)، وهو عنصر حيوي في تنظيم توازن السوائل وتقليل الالتهابات، كما يحتوي على مضادات أكسدة ومركبات مقاومة للميكروبات، مما يجعله مشروبًا واعدًا لتعزيز صحة الجهاز الهضمي.

وتأتي هذه النتائج في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعًا مقلقًا في حالات سرطان القولون بين الشباب، حتى لدى من يتمتعون بصحة جيدة، وسط ترجيحات تربط هذا الارتفاع بعوامل مثل السمنة، والعادات الغذائية السيئة، والتعرض للملوثات مثل اللدائن الدقيقة.

رغم ذلك، يحذر الأطباء من تشابه أعراض التهاب القولون التقرحي مع سرطان الأمعاء في مراحله المبكرة، مثل وجود دم في البراز وألم مزمن في البطن، مما يستدعي اليقظة والفحوصات المنتظمة، خاصة بعد مرور عشر سنوات على التشخيص.

وبينما لا يُعد ماء جوز الهند علاجًا بديلاً، إلا أن هذه النتائج تفتح الباب أمام أبحاث أوسع لاستكشاف دوره في الرعاية التكاملية لمرضى القولون، خصوصًا من يبحثون عن حلول طبيعية داعمة بجانب العلاجات الدوائية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية