نتنياهو على حافة السقوط

{title}
أخبار الأردن -

 

تعيش إسرائيل أجواءً سياسية غير مسبوقة تقترب من وصف "الزلزال الداخلي"، بعد سلسلة انسحابات مفاجئة من مكونات الائتلاف الحاكم، وسط خلافات حادة حول قانون التجنيد، الأمر الذي يُقرب البلاد من سيناريو الانتخابات المبكرة.

وفي تطور لافت، أعلن جناحا "يهدوت هتوراة" الحريدي – ديغل هتوراة وأغودات يسرائيل – انسحابهما من الحكومة، متهمين حزب الليكود ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"نكث الاتفاقات المسبقة" بشأن صياغة قانون التجنيد.

وبذلك تتراجع قوة الائتلاف إلى نحو 60-61 مقعدًا، مما يضع نتنياهو تحت ضغط متزايد من داخل المعسكر نفسه، لا سيما من زعيم حركة "شاس" الحاخام أريه درعي، ومن وزيري الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

ورغم أن الانسحابات لم تترافق حتى الآن مع تصويت لحجب الثقة أو دعم قانون حلّ الكنيست، فإن مراقبين يرون أن الأرضية السياسية باتت مهيأة لانهيار تدريجي في الائتلاف، خصوصًا في حال لحقت "شاس" بالكتل المنسحبة، ما سيترك الحكومة بـ50 مقعدًا فقط.

صحيفة "معاريف" العبرية أكدت أن فقدان الأغلبية البرلمانية يؤثر مباشرة على ملفات حيوية، أبرزها مفاوضات غزة، التي تعاني أصلًا من تعقيدات داخلية وخارجية، فيما رجّحت مصادر برلمانية إمكانية جمع 61 توقيعًا لحل الكنيست خلال الساعات المقبلة، ما قد يفتح الباب أمام انتخابات جديدة في مارس/آذار 2026.

وفي خضم هذا المشهد المضطرب، يعمل فريق نتنياهو على إعادة التموضع السياسي، وسط حديث متزايد عن استدعاء الوزير السابق بيني غانتس كـ"خيار إنقاذ محتمل"، بينما يتوقع مراقبون أن يلعب الرئيس الأميركي دونالد ترامب دورًا داعمًا خلف الكواليس، نظرًا لحساسية الملفات الإقليمية المرتبطة بإسرائيل، وخاصة غزة وسوريا ولبنان.

من جانب آخر، كشفت تسريبات صحفية أن نتنياهو يدرس تعديل بعض بنود قانون التجنيد أو التضحية ببعض الشخصيات القيادية مثل يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الخارجية والدفاع، لاحتواء الأزمة، إلا أن فرص نجاح هذا المسار تبدو ضئيلة، وفق محللين.

ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء قد يسعى إلى تصوير الأزمة كصراع بين "مصلحة الدولة" ومطالب الحريديم، ما يمنحه تفوقًا انتخابيًا في الشارع الإسرائيلي، خاصة في صفوف الجيش وقوى الاحتياط، على حساب خسارته الكتل الحريدية التي طالما دعمته سياسيًا.

ومع تعثر أي تسوية حالية، يُرجح أن يستمر الائتلاف بصيغته المرتبكة خلال الصيف كـ"حكومة أقلية"، بانتظار اللحظة الحاسمة، التي قد تفرض إما انهيارًا فعليًا أو إعادة خلط أوراق غير متوقعة على المشهد السياسي الإسرائيلي.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية