جيل بلا سمع.. تحذيرات طبية من صدمة "سماعات الرأس" الصامتة
بدأت الأجهزة الذكية وسماعات الرأس تغزو حياتنا اليومية بشكل لا رجعة فيه، لكن خلف الراحة والترفيه يكمن خطر لا يلتفت إليه كثيرون: خطر فقدان السمع وتلف الدماغ التدريجي، خصوصًا بين الشباب والمراهقين.
فبحسب تحذيرات طبية حديثة، فإن الاستخدام المتكرر والمطوّل لسماعات الرأس، خاصة عند الاستماع إلى الموسيقى بمستويات مرتفعة، لا يقتصر على إضعاف السمع فقط، بل قد يكون بوابة مبكرة لأمراض عصبية خطيرة.
أعراض الشيخوخة السمعية تصيب الشباب
في السابق، كان فقدان السمع مرتبطًا بالتقدم في العمر ويبدأ عادة بعد الخمسين. لكن اليوم، تشير الإحصائيات إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص دون سن العشرين يعاني من شكل ما من ضعف السمع، وهو تطور مقلق يلقي الضوء على التأثيرات الصحية الخفية للتكنولوجيا الصوتية الحديثة.
الدماغ يتضرر... لا الأذن فقط
يقول الدكتور أنطون يفدوكيموف، أخصائي طب الأعصاب، إن التعرض المزمن للضوضاء عبر سماعات الرأس يمكن أن يؤدي إلى "صدمة صوتية"، تؤثر بشكل مباشر على الدماغ، وتسبب توقف مناطق منه عن العمل الطبيعي، مما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية واستبدالها بنسيج ضام، وهو ما يمهد الطريق لظهور أمراض تنكسية في الجهاز العصبي.
شباب يطرقون أبواب العيادات
من جهته، يشير الدكتور نيكيتا ديكابوليتسيف، أخصائي السمع، إلى ازدياد أعداد المراهقين الذين يراجعون العيادات بسبب مشكلات سمعية ناجمة عن استخدام سماعات الرأس، خصوصًا مع الاستماع لموسيقى صاخبة لفترات طويلة.
ويؤكد: "عند ملاحظة أولى علامات ضعف السمع، يجب مراجعة الطبيب خلال اليوم الأول أو الثاني على الأكثر، فكلما كان التدخل أسرع، زادت فرص استعادة السمع." محذرًا من أن الإهمال أو التأخر قد يؤدي إلى فقدان دائم يستدعي استخدام سماعات طبية بشكل مستمر.
إجراءات وقائية لا تحتاج طبيبًا
ولتقليل المخاطر، يوصي الأطباء بتفعيل خاصية "سلامة سماعات الرأس" في الهواتف الذكية، والتي تتيح للمستخدم ضبط الحد الأقصى لمستوى الصوت وتجنّب التعرض لمستويات مرتفعة من الديسيبل. كما يُنصح باستخدام السماعات الخارجية (فوق الأذن) بدلًا من تلك التي تُدخل مباشرة في الأذن، والحرص على ألا يتجاوز مستوى الصوت 80% من الحد الأقصى للجهاز.

