الرواشدة يكتب: ‏أعيرونا صمتكم ، هذه المشاريع لن تمرّ

{title}
أخبار الأردن -

 

حسين الرواشدة

‏المرحلة القادمة ،كما يبدو ، ستكون مزدحمة بالألغاز ، وملبدة بالغيوم السياسية ؛ البعض سيجد في هذه المناخات فرصةً لتمرير أفكاره وسردياته، أو الترويج لمشاريعه وأطماعه، اللافتات ربما تكون جذابة وبريئة، لكن الأجندات قد تكون خبيثة ، واجب الأردنيين أن يفتحوا أعينهم وينعشوا وعيهم على كل ما يُقال أو يُطرح ، لقد جربنا ، في وقت مضى من تاريخنا ، الشعارات التي تَرفع دعوات الوحدة والتحرير ، والأخرى التي حرّضت علينا لابتزازنا أو استخدامنا كطلقة في بنادقها ، ثم اكتشفنا زيف الشعارات ، وخسّة النوايا ، وبؤس المآلات.

‏الآن يتكرر المشهد بصورة أخرى ، الصالونات السياسية التي نشطت منذ نحو عامين بدأت تبحث عن حضور لها في المجال العام، الشخصيات التي اختفت طويلاً بدأ صوتها يرتفع ، التيارات التي أوهمتنا أنها تستشهد من أجل غزة خرجت للنضال من اجل حصصها فيما بعد الحرب على غزة ، نحن أمام محاولات صراع مشاريع ، بالأصالة او بالوكالة ، أكثرها لا يرى في بلدنا إلا ساحة للتصفية وجغرافيا للتصريف السياسي ، ولقمة سهلة للابتلاع ، وحده الصوت الأردني الذي يثق بدولته ويعتز بهويته ويراهن على عناصر قوته، ما زال خافتاً ، او ربما ينتظر الفرصة المناسبة لكي يقول كلمته.

‏يجب أن نتوافق ؛ لا صوت يعلو على صوت الدولة وخياراتها وقراراتها ، لا يحق لأحد ،سواء أكان في المواقع العامة أو على منصات الترويج السياسي ، أن يُسوّق ، بالتلميح أو التصريح ، لأي مشروع يتعارض مع المصالح العليا للدولة الأردنية ، ومع حق الأردنيين الحصري في إبقاء بلدهم بعيدا عن العواصف والمخططات والتجاذبات التي تستهدف وجوده وحدوده، هذه مرحلة تستدعي العقلانيه والهدوء عند التفكير واتخاذ القرار ، لا مجال أبداً لاستخدام العواطف وتوظيف الانفعالات واللعب على حبال الوهم، الخطر الذي يواجه بلدنا يستوجب أن نتوحد على خطاب واحد ؛ الأردن أولاً وفوق الجميع ، لا حلول على حسابه ،ولا مشاريع ستمر يمكن أن تمسّ هويته وثوابته ومصالحه.

‏بصراحة ، أي خطاب يحاول أن ( يغمغم) أهدافه وأغراضه من خلال إطلاق فزّاعات لتخويفنا او إرباكنا ، أو تقديمنا "كبش فداء" ، لكي نحظى بتصفيق الجماهير التي لا تنظر إلينا إلا بعين الوكيل الحصري عن الأمة ، أو" المقّصر" الذي يجب أن يتطهر من اخطائه ، لابد أن نتعامل معه بما يستحقه من رفض ، وأن نكشفه بلا تردد، لقد دفعنا أثماناً سياسية باهظة جراء هذه الخطابات التي أشغلتنا بقضايا خارج حدودنا ، على حساب قضايانا الأردنية.

‏حان الوقت لكي نرى بلدنا من زوايانا الوطنية ، وأن نجعل أي قضية تدور في فلكه ومصالحه بدل ان نتركه يدور في فلك مشاريع الآخرين؛ قوة الأردن ومنعته هي الأساس الوحيد الذي يُمكنّنا من الصمود والمواجهة ، ويفرض دورنا وحضورنا على طاولة التسويات القادمة ، أما هؤلاء الذين يتدافعون لحرف بوصلتنا نحو مصالحهم ومحاصصاتهم وغنائمهم ومشاريعهم فقد جرّبناها ،يكفي ان نقول لهم : أعيرونا صمتكم ، الأردنيون الذين بنوا الأردن ودحروا اعداءه في كل المواجهات يعرفون مصالح بلدهم، وقادرون على حمايته ، ولن يسمحوا لأحد أن يعبث بمستقبله ونواميسه الوطنية.

 

 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية