السعايدة يكتب: مسألتان تهددان الأردن

{title}
أخبار الأردن -

راكان السعايدة

ثمة مسألتان بالغتا الخطورة تتسللان بصمت عبر الإعلام الصهيوني، تُطرحان مرورًا عابرًا، لكن أبعادهما تهديد جوهري للأردن:

أولًا: الحديث عن إدارة دينية جديدة للمسجد الأقصى المبارك.

ثانيًا: الحديث عن ترتيبات أمنية حدودية جديدة بين الأردن والكيان الصهيوني.

هاتان المسألتان لا يجوز للأردن الرسمي أن يتعامل معهما بمنطق التهوين أو التجاهل، فهما ليسا تفصيلين عابرين، بل يمثلان رأس جبل الجليد في مشروع صهيوني كبير يهدد الأرض والهوية والوجود.

فيما يخصّ المسجد الأقصى المبارك، الكيان يعمل على تقويض الوصاية الأردنية التاريخية والانفرادية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من خلال إشراك أطراف إقليمية كالسعودية وتركيا وإندونيسيا، تمهيدًا لما هو أخطر: الشروع في تنفيذ مشروعه العقائدي بهدم الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.

أما على جبهة الحدود، فقد أنشأ الكيان ما يُسمى بـ"فرقة جلعاد"، وهي تشكيل عسكري جديد يتولى "تأمين" الحدود مع الأردن، تحت ذريعة التصدي لخطر إيراني محتمل قادم من الشرق، أي من داخل الأراضي الأردنية ذاتها!

في كلا الملفين، الأقصى والحدود، يظهر بوضوح أن العقل الصهيوني لا يرى الأردن إلا بوصفه مشروعًا مؤجلًا على مرحلتين:

الأولى: وطن بديل كنتيجة لضم الضفة الغربية.

والثانية: جزء من خارطة "إسرائيل الكبرى".

لكن في الأردن رجال وشعب يدرك الخطر، ويحمل في وعيه ما يكفي لحمايته من الأطماع الصهيونية.

ومع ذلك، تبقى المسؤولية الأكبر على الأردن الرسمي: أن يكون مستعدًا لكل الاحتمالات، وألا يغفل لحظة عن الخطر الزاحف، وألا يضع ثقته لا في أميركا، ولا في الكيان، ولا في العرب.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية