الديري تكتب: الحفاظ على سمعة الوطن مسؤولية كل مواطن
حلا الديري
في زمن السرعة وانتشار المعلومة، تصبح الكلمة أداة بناء أو هدم… فلنختر بحكمة
في هذا العالم الرقمي المفتوح، حيث تنتقل الأخبار في ثوانٍ من شاشة إلى أخرى، بات كل شخص يحمل هاتفاً بمثابة قناة إعلامية متنقلة. بعض الناس يظنون أن نشر الفضائح أو مشاركة الأخبار السلبية التي تمس الأردن هو حق شخصي، أو طريقة لجذب الاهتمام وزيادة عدد المتابعين، دون أن يدركوا أن هذه الأفعال تضرب سمعة الوطن وتؤثر سلباً على صورته في عيون الآخرين.
الأردن بلد عزيز، له مكانة خاصة في قلوبنا جميعاً، يتميز بتاريخه العريق وجمال طبيعته وتنوع ثقافته، إضافة إلى ما يتمتع به من أمن واستقرار وسط منطقة مضطربة. اما السياحة تعتبر شرياناً حيوياً للاقتصاد الوطني، وتفتح بيوت آلاف الأسر. وعندما تنتشر الأخبار المسيئة والفضائح، حتى لو كانت صحيحة أحياناً، فإنها تشوه صورة الوطن وتضعف ثقة الزائرين والمستثمرين
هنا يجب أن نفرق بين النقد البنّاء الذي يهدف إلى تصويب الأخطاء وإصلاح المسار، وبين نشر الفضائح الذي لا يحمل إلا نية التشويه والإساءة. النقد المسؤول هو الذي يصدر عن حب الوطن وحرص على مصلحته، أما الفضائح فهي تهدم ولا تبني، وتخلق بيئة من الإشاعات والريبة
إن العالم اليوم لا يرحم، وكل كلمة أو صورة أو فيديو قد تتحول إلى سلاح ضد بلدنا دون أن نشعر. علينا أن نفكر مرتين قبل نشر أي محتوى، ونتساءل: هل ما سننشره يبني أم يهدم؟ هل يحمي الوطن أم يسيء إليه؟
الأردن أغلى ما نملك، وسمعته هي رأس ماله الحقيقي. فلنحافظ عليها كما نحافظ على شرف بيوتنا وكرامة عائلاتنا
لنكن جميعاً خط الدفاع الأول عن وطننا، بالكلمة الطيبة، والصورة المسؤولة، والمحتوى الذي يعكس حقيقته الجميلة

