ناقوس خطر.. اكتشاف أكثر من 20 فيروسا جديدا في خفافيش بالصين
كشف باحثون في الصين عن أكثر من 20 فيروسًا جديدًا داخل أنسجة خفافيش برية، اثنان منها يحملان تشابهًا وراثيًا ملحوظًا مع فيروسي "هيندرا" و"نيباه" المعروفين بارتفاع معدل وفياتهما بين البشر، ما أعاد إثارة المخاوف من أوبئة محتملة جديدة قد تنشأ من الحياة البرية.
الدراسة نُفّذت من قبل باحثين في معهد يونان للوقاية من الأمراض المتوطنة، بالتعاون مع المختبر الإقليمي للسيطرة على الأمراض الحيوانية المنشأ والوقاية منها، ونُشرت نتائجها في مجلة PLOS Pathogens العلمية بتاريخ 24 يونيو/حزيران، كما سلطت مجلة "نيوزويك" الأميركية الضوء عليها.
نتائج مقلقة وتحذير من خطر انتقال العدوى
اعتمدت الدراسة على تحليل أنسجة الكلى لدى 142 خفاشًا جُمعت في مقاطعة يونان بين عامي 2017 و2021، باستخدام تقنيات التسلسل الجيني المتقدم. وكشفت النتائج عن 22 فيروسًا غير موثق سابقًا، إلى جانب أنواع جديدة من البكتيريا والطفيليات، بينها طفيلي أُطلق عليه اسم Klossiella yunnanensis، ونوع بكتيري جديد هو Flavobacterium yunnanensis.
وحذر الباحثون من أن وجود هذه الفيروسات في الكلى يثير احتمال انتقالها عبر البول، ما يعني أن الفواكه أو المياه الملوثة في المناطق الريفية المجاورة لموائل الخفافيش قد تكون طريقًا مباشرًا لانتقال العدوى إلى الإنسان أو الماشية.
للمرة الأولى، نجح الباحثون في تحديد الجينوم الكامل لفيروسين جديدين من عائلة "هينيبا" في الخفافيش الصينية، أُطلق عليهما اسما: فيروس هينيبا خفاش يونان 1 و2. وتُظهر هذه الفيروسات تشابهًا جينيًا يتراوح بين 52% إلى 57% مع فيروسات "هيندرا" و"نيباه" الخطيرة، التي كانت مسؤولة في السابق عن تفشيات قاتلة في آسيا وأستراليا.
وأكد البروفيسور فينود بالاسوبرامانيام، أستاذ علم الفيروسات الجزيئية في جامعة موناش الأسترالية، أن التركيز على الكلى كمصدر للعدوى يطرح سيناريوهات خطيرة، مشيرًا إلى أن هذه الأعضاء تُفرز البول الذي قد يلوث بيئة الإنسان والماشية، خاصة في المناطق الزراعية المفتوحة.
وتشير الدراسة إلى أن أنظمة مراقبة الأوبئة ركّزت سابقًا على تحليل براز الخفافيش، في حين أن الأنسجة الداخلية، خصوصًا الكلى، قد تخفي تهديدات ميكروبية لم تُدرس بما يكفي.

