الهدف التالي لإسرائيل.. "السيناريو الأخطر"

{title}
أخبار الأردن -

 

ألكسندر نازاروف – محلل سياسي روسي

وسط ترويج متزامن للنصر من جميع أطراف الصراع – إسرائيل، الولايات المتحدة، وإيران – تبرز مفارقة لافتة: الجميع يحتفل بانتصار مشوب بالهزيمة، حيث انتهت حرب الـ12 يومًا بنتائج رمادية، يحق لكل طرف فيها أن يدعي النصر، لكنه نصر غير مكتمل أو مكلف للغاية.

فمن جهة، تكبّدت إيران خسائر قاسية، أبرزها الضرر الذي لحق ببرنامجها النووي، دون أن تنجح في إيصال المعركة إلى مرحلة الردع الشامل ضد إسرائيل. لكن فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية الأعمق، وعلى رأسها إسقاط النظام الإيراني أو التسبب بانهيار داخلي، منح طهران هامشاً للادعاء بأنها صمدت وخرجت منتصرة سياسيًا ومعنويًا.

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد نجح مؤقتًا في تسويق تدخل بلاده باعتباره عاملًا حاسمًا لفرض وقف إطلاق النار، ما يفتح له بوابة الترشح المحتمل لجائزة نوبل للسلام، لكنه في الواقع فشل في تفعيل المرحلة الأولى من استراتيجيته الكبرى ضد الصين، والمتمثلة بإغلاق مضيق هرمز عبر تصعيد واسع مع إيران.

إسرائيل لم تحقق النصر الحاسم

بحسب نازاروف، فإن إسرائيل أثبتت مجددًا تفوقها العسكري وقدرتها على تنفيذ عمليات دقيقة في العمق الإيراني دون ردع حقيقي، لكنها فشلت في تحويل هذا التفوق إلى نصر استراتيجي نهائي، البرنامج النووي الإيراني لم يُدمَّر بالكامل، والنظام لم يسقط، والمعركة لم تُغلق.

كل شيء مؤقت.. والجولة التالية قادمة

يرى نازاروف أن هذه الحرب ليست إلا "حلقة من سلسلة"، وأن الشرق الأوسط يتجه نحو صراع طويل الأمد لا يمكن إنهاؤه قبل حسم المواجهة الكبرى بين الولايات المتحدة والصين.

في هذا السياق، تبقى إسرائيل محتفظة بحرية إعادة التصعيد متى شاءت، سواء عبر ضرب إيران مباشرة أو عبر توسيع دائرة العمليات ضد غزة ولبنان وسوريا.

السيناريو الأخطر ما زال مطروحًا

وفق التحليل، فإن احتمال استئناف الحرب قائم في كل لحظة، خاصة في ظل وجود "نافذة تاريخية" قصيرة أمام إسرائيل لتصفية ما تعتبره تهديدًا وجوديًا، سواء عبر القضاء على حزب الله، أو فرض تهجير واسع في غزة، أو حتى اغتيال رموز قيادية إيرانية.

نهاية اللعبة.. ليست قريبة

يختم نازاروف تحليله بالتأكيد على أن المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد المتعدد الجبهات، وأن هذه المواجهات ليست نهاية الحرب، بل بدايتها فقط، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تُفوّت الفرصة التاريخية المتاحة لها الآن لإعادة تشكيل أمنها الإقليمي وفقًا لرؤيتها، حتى لو تطلب الأمر إشعال المنطقة مجددًا.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية