احمد ابو خليل يكتب : كيف يصل عبدالله إلى امتحان التوجيهي؟
احمد ابو خليل
في الساعة الثانية والنصف بعد ظهر يوم أمس، كنت في الطريق من قرية "دير الكهف" شرق المفرق بنحو 75 كلم، متجها نحو قرية صغيرة جدا اسمها "مِثناة راجل" تقع الى الشمال الشرقي من دير الكهف بنحو 10 كم على الحدود مع سورية.
صادفت شابا يمشي في الطريق الخالية، حملته معي، وعلى الفور، بدأت التعرف إليه:
اسمه عبدالله، طالب توجيهي. وهو عائد من امتحانه.
يسكن عبدالله في مثناة راجل، ويدرس في في قرية اسمها "رحبة راكاد" تقع على طريق بغداد. قال لي إنه نقل ملفه الى تلك القرية لأن الدراسة فيها أحسن، وهو "ناوي ينجح"، بمعنى يبذل جهده للنجاح، وتسكن عمته في تلك القرية وهو يقيم معها ما عدا في العطل.
طموح عبدالله أن يصبح ضابطا في الجيش.
وصف لي مشواره الصباحي نحو امتحانه وعودته التي استغرقت 8 ساعات كاملة، كالتالي:
في السادسة والنصف صباحا، تحركت من "مثناة راجل" مشيا ولم تلحقني سيارة إلا عندما وصلت إلى مثلث قرية "دير القن" (وبهذا يكون قد مشى أكثر قليلا من 8 كلم). ومن هناك بالسيارة إلى مثلث قرية "مدور القن"، ثم مشيت فعثرت على باص نقلني إلى رحبة راكاد، ووصلت قبل موعد الامتحان بقليل.
انتهى الامتحان الساعة 12، فعدت مشيا إلى مثلث الصالحية ثم إلى المنارة، لقيت باص حملني إلى دير الكهف، ثم مشيت باتجاه مثناة راجل إلى ان لقيتكم (حوالي 2 كم).
أوصلته إلى بيته، وطلبت منه رقم هاتفه، فأجاب: ليس معي تلفون، لكن والدي معه. فسألته عن عمل والده، فأجاب: "مع الشؤون"، وهو يقصد أنه يتلقى معونة التنمية الاجتماعية، وكان اسمها سابقا وزارة الشؤون الاجتماعية.
هذه المناطق تفاجئني بحجم القسوة. (حيث أجري هناك ما يشبه البحث).

