جرار:نظام طهران يتنفس عبر الدعاية ويعاني من تصدع هو الأقسى منذ 1979

• النظام الإيراني يحاول يائسًا حفظ ماء وجهه عبر رد لا أثر له
• النظام الإيراني لم يتحرك فعليًا لنصرة أي من حلفائه الإقليميين
• موسكو تسعى لممارسة "الوصاية" على النووي الإيراني
• ما تشهده إيران اليوم هو ارتداد لعقود من القمع والدعاية الفارغة
• لو لم تتواطأ إدارة أوباما والديمقراطيين مع النظام الإيراني لسقط مرتين
قال عضو الحزب الجمهوري الأميركي بشار جرار، إن النظام الإيراني، القائم على الدعاية والشعارات، يعاني اليوم من تصدّع في مصداقيته الداخلية والخارجية، لم يسبق له مثيل منذ الثورة عام 1979.
وأوضح جرار في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن ردود الفعل الإيرانية على الضربات الأخيرة تتراوح بين الإنكار والتصعيد الإعلامي، في محاولة يائسة لحفظ ماء الوجه أمام الداخل الإيراني من جهة، وأمام أذرعه الإقليمية التي أنفق عليها المليارات، من جهة أخرى.
وأشار جرار إلى أن النظام الإيراني لم يتحرك فعليًا لنصرة أي من حلفائه الإقليميين، لا في غزة، ولا في لبنان، ولا في سوريا، مضيفًا أن ما يصفه البعض بـ"استراتيجية الردع" قد انهار فعليًا، بعد أن اقتصر الرد الإيراني على رشقات صاروخية رمزية لم تستهدف مصالح أميركية، ما يعكس حالة من الردع غير المعلن أمام الولايات المتحدة.
وعن الهجوم الذي تعرضت له منشأة "فوردو" النووية، بيّن جرار أن التضليل الإعلامي كان عنصرًا مشتركًا بين واشنطن وتل أبيب لتأمين النجاح الكامل للعملية، مرجحًا أن يكون التنسيق الأميركي الإسرائيلي عميقًا، رغم بعض المؤشرات التي أظهرت تفاجؤ الطرف الأميركي.
وأردف أن الرد الإيراني جاء مرتبكًا، خصوصًا بعدما ادعى النظام تهريب المعدات من الموقع قبل الضربة، وهي محاولة إعلامية للتقليل من أثر العملية، لكنها في جوهرها اعتراف ضمني بالخسارة.
وحول الدور الروسي، نوّه جرار إلى أن اللقاءات الجارية بين مسؤولين إيرانيين والقيادة الروسية، وخصوصًا لقاء عراقجي ببوتين، تعكس محاولة من طهران للبحث عن مخرج "يُحفظ فيه ماء الوجه"، مقابل تخفيف التصعيد والتنازل غير المُعلن عن قدرات تخصيب اليورانيوم.
ولفت جرار الانتباه إلى أن موسكو تسعى اليوم إلى تثبيت دورها كضامن وحيد بين واشنطن وطهران، وربما تسير الأمور نحو شكل من أشكال "الوصاية" على المنشآت النووية الإيرانية، وإن تم تسويقها إعلاميًا تحت مسمى "ضمانات روسية".
وفي الشأن الداخلي الأميركي، أشار إلى أن الرئيس دونالد ترامب لا يندفع نحو حرب طويلة، فهو يعمل ضمن استراتيجيته التي تقوم على استعادة الهيبة الأميركية من دون التورط في مستنقعات جديدة، مؤكدًا ضغط الأصوات الانعزالية داخل الحزب الجمهوري، وحتى داخل حركة "ماجا"، باتجاه الحذر من الانجرار إلى نزاع مفتوح.
وختم جرار بالقول إن ما تشهده إيران اليوم هو ارتداد لعقود من القمع والدعاية الفارغة، وأنه لو لم يتواطأ الغرب، وتحديدًا إدارة أوباما والديمقراطيين، مع النظام الإيراني في الماضي، لكان هذا النظام قد سقط مرتين على الأقل، مشددًا على أن اللحظة الحالية قد تكون حاسمة في إنهاء سطوة النظام القائم في طهران.