البراري يكتب : ماذا حققت الحرب لحد الآن؟ تقييم أولي

حسن البراري

بكل تأكيد، يعتبر العدوان الأمريكي الإسرائيلي على إيران امتدادا للعبة استراتيجية أوسع هدفها اعادة صياغة الشرق الأوسط على مقاس الهيمنة الإسرائيلية، وبعيدا عن إداء أي طرف هناك جملة من المشاهدات وربما الأهداف حققتها الحرب لغاية الآن وهي:

1. تحقيق الهدف الرئيسي للحرب:
تدمير المشروع النووي الإيراني أو، على الأقل، تأخير تقدمه لعشرة أعوام.
2. موقف إسرائيل والتزامها بالتهدئة:
- إسرائيل ستوقف الحرب إذا توقفت إيران. 
- لن يكون في وسع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مخالفة رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى الآن لوقف الحرب بعد أن يعتبر الهدف الرئيسي قد تحقق.
3. إثبات عجز إسرائيل عن المواجهة منفردة:
- أكدت هذه الحرب عجز إسرائيل عن تدمير المشروع النووي الإيراني.
- إسرائيل لا تملك الخيار العسكري وحدها لتحقيق ذلك.
4. سياسة الإنكار الإيرانية:
- من المتوقع أن يستمر النظام الإيراني في سياسة الإنكار والمكابرة حيال حجم التدمير الذي تعرض له، خوفاً من فقدان هيبته أمام الداخل الإيراني.
- يمكن فهم هذا النهج في سياق لعبة البقاء السياسي الداخلي.
5. فرصة للاستفادة الاستراتيجية:
- مع الاستنزاف الكبير لكل من إيران وإسرائيل، يُفترض أن تركيا قد تستفيد استراتيجياً من هذا الوضع.
- ربما تبرز أيضاً فرصة ذهبية لظهور قوة عربية مؤثرة، وهنا تبرز المملكة العربية السعودية كمرشح رئيسي لهذا الدور.
6. التفوق الإسرائيلي في الاستشفاء:
- أثبتت الحرب قدرة إسرائيل على التعافي بسرعة تفوق خصومها،
- وذلك بسبب الدعم الغربي، وامتلاكها اقتصاداً إنتاجياً متقدماً يعتمد على تصدير سلع تقنية عالية الجودة، وهو ما لا يمكن لإيران مجاراته في المستقبل المنظور.
7. بدد الافتراضات الخاطئة:
- ثبتت الحرب أن إسرائيل قادرة على الاستمرار في القتال لفترات طويلة، بينما أظهرت أن خصومها هم الذين يعجزون عن ذلك.
- كما أظهرت أن إسرائيل تستطيع تحمل خسائر بشرية ومادية،
- وهذا يستوجب مراجعة المقولات التي تخدر الخصوم وتعوقهم عن وضع استراتيجيات حقيقية لمواجهتها في المستقبل.
8. تعزيز حماية الجبهة الداخلية:
- أثبتت إسرائيل قدرتها على حماية سكانها من خلال بناء شبكة ملاجئ محصنة، ما أنقذ الجبهة الداخلية من كارثة كانت ستنجم عن الاستهداف الصاروخي المكثف، خاصةً من الصواريخ الإيرانية، الذي استمر على مدار عشرين شهراً.
- بالمقابل، دفعت الجبهات الداخلية لخصوم إسرائيل ثمنا باهظا لاهمالهم التفكير في الحفاظ على الجبهات الداخلية.
9. عدم السعي لإسقاط النظام الإيراني:
- لم يكن الهدف الأساسي من الحرب إسقاط النظام الإيراني، وإلا لكانت الخطة مختلفة تماماً.
- مع ذلك، يبقى احتمال سقوط النظام نتيجة غير مباشرة لهذه الحرب، وهو أمر قد يستغرق وقتاً.
- لكن إذا اصرت اسرائيل على القضاء على البرنامج الصاروخي وفي حال نجاحها سيسقط النظام.
10. دروس للعرب:
على الدول العربية استخلاص دروس الحرب بجدية، من خلال تحضير جبهاتها الداخلية وتحصينها بملاجئ دفاعية، حتى لو كانت هذه الدول تسعى دوماً للسلام.
11. خسرت إسرائيل معركة السردية، فكراهية إسرائيل تجاوزت العرب ووصلت حتى لبعض اليهود في الولايات المتحدة الذين يرفضون أن تكون هذه الحرب باسمهم.
12. لا يمكن للأجيال العربية الجديدة الذي شهدوا أبشع ابادة على الهواء مباشرة لا يمكن لهم الموافقة على أي نوع من العلاقة مع الكيان المغتصب وبالتالي ستفشل كل محاولة لاحداث مصالحة تاريخية كان المتفائلون ينادون بها منذ بداية التسعينيات.