السيناريو المرتقب في المنطقة مرهون بتطورين أساسيين

قال مؤسس مجلة المراسل للصحافة البحثية من واشنطن الصحفي عماد الرواشدة، إن ما سيؤول إليه المشهد في الساعات أو الأيام المقبلة يتوقف بدرجة كبيرة على جملة من المحددات، وعلى رأسها: هل قامت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أو القنوات المتصلة به، بإبلاغ إيران مسبقًا بالضربة الأخيرة؟... وإذا صحّ ذلك، فهل تمّت العملية في إطار تفاهم غير معلن، يتيح استيعاب الضربة وتحييدها سياسيًا مقابل ضبط ردّ الفعل الإيراني ضمن حدود متفق عليها؟.
وأوضح الرواشدة في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن ثمّة مؤشرات تدفع بهذا الاتجاه، ليس أقلها ما جرى عقب اغتيال قاسم سليماني، حين كشفت تسريبات لاحقة أن إيران أبلغت واشنطن مسبقًا بنيّتها الردّ، وتم الاتفاق حينها على تجنّب سقوط قتلى أميركيين، وهو ما حدث فعلًا في قصف قاعدة عين الأسد، الذي بدا آنذاك أقرب إلى "ردّ محسوب" منه إلى عمل انتقامي كامل.
وبيّن الرواشدة أن المسألة الجوهرية الآن تتعلق بمدى الضرر الحقيقي الذي أصاب المنشآت النووية المستهدفة، وما إذا كانت إيران قد نقلت مخزونها النووي مسبقًا تحسّبًا، وبالتالي لم تخسر شيئًا استراتيجيًا يوجب التصعيد.
السؤال الأهم الذي يفرض نفسه الآن: هل ستُبلغ إيران، مجددًا، واشنطن أو ترامب بأي ردّ محتمل قبل تنفيذه أم أن الحسابات تغيّرت، والساحة تتجه إلى معادلة أكثر تعقيدًا، تتجاوز الضربات المتبادلة إلى استراتيجيات كسر الإرادات؟، وفقًا لما قاله الرواشدة.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن المرحلة القادمة ستُبنى على هذه التفاصيل الحساسة، وكل تصعيد مفاجئ أو تراجع هادئ سيكون انعكاسًا مباشرًا للمعلومات التي لم تُكشف بعد، ولطبيعة "الاتفاقات تحت الطاولة" التي تحكم هذا الاشتباك المتعدد المستويات.