الزغول يضع أمام "أخبار الأردن" سيناريو انتحاري قد يكلف المنطقة الكثير

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث في مركز الإمارات للسياسات الدكتور محمد الزغول، إن العملية العسكرية التي استهدفت منشأة "فردو" النووية الإيرانية سبقتها عملية إنزال محدودة نفذتها قوات كوماندوز أميركية، حيث دارت اشتباكات استمرت لنحو نصف ساعة بين المهاجمين وحراس المنشأة، وأسفرت عن وقوع عدد من القتلى، دون أن يكون هناك وجود كثيف للقوات الإيرانية في الموقع المستهدف.

وأوضح الزغول في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن المؤشرات الأولية ترجح أن الجانب الإيراني كان على علم مسبق بالضربة، وتلقى إشارات واضحة حول كيفية احتوائها، في حال أراد تجنب التصعيد الواسع.

روسيا تضمن المواد المشعة.. وأميركا تُطمئن

وبيّن الزغول أن المواد المشعة في مفاعل بوشهر لا تزال تحت السيطرة الروسية، وسط ضمانات بعدم استهدافها في أي هجوم عسكري، في ما يبدو كجزء من ترتيبات دولية غير معلنة لتفادي الانزلاق إلى كارثة نووية، وقد تكفلت موسكو، بحسب تلك المصادر، بضمان الحفاظ على أمن المواد المشعة إلى حين التوصل إلى تفاهم سياسي شامل.

وأردف أن الإدارة الأميركية أبلغت إيران بأن الضربة التي نُفذت مؤخرًا ليست بداية لحرب شاملة، ولا تستهدف إسقاط النظام الإيراني، وإنما جاءت كعملية منفردة ذات طابع ردعي، بالمقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن العملية الصاروخية التي نُفذت ضد أهداف في إسرائيل جاءت كرد مباشر على الهجوم الأميركي، وتهدف إلى تعطيل "خطة ترامب" – في إشارة إلى المسار السياسي والعسكري الذي يطرحه الرئيس الأميركي.

المعادلة... رد محدود أو انهيار شامل

ونوّه الزغول إلى أن طهران إزاء هذا الواقع، تبدو أمام خيارات ضيقة وصعبة، فإما الذهاب نحو تصعيد مميت يستهدف القوات الأميركية ويعيد إشعال المنطقة، وهو ما قد يُسرّع من انهيار النظام الإيراني تحت ضربات مركّزة، أو أن تكتفي بردود "زخرفية" محدودة تُبقي الباب مفتوحًا أمام خفض التصعيد، وهو ما من شأنه أن يُخرج الولايات المتحدة من المعادلة، ويترك المواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، على غرار ما حدث مع الحوثيين في اليمن.

وتابع أن الهدف الإسرائيلي، بحسب تقديرات أمنية متقاطعة، لم يكن فردو فحسب، بل امتد إلى ضرب قدرات إيران الصاروخية والباليستية في العمق، بغية إضعاف هيبتها الإقليمية وتقويض نفوذها على المدى الطويل.

تحذير من السيناريو الانتحاري

وحذّر الزغول من مغبة دفع طهران نحو خيارات انتحارية كاستهداف القواعد الأميركية أو الذهاب إلى حرب شاملة، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني، رغم تماسكه الظاهري، تعرض لانكسار معنوي داخلي بعد عملية فردو، ما يعني أن سقوطه – إن حصل – سيكون بفعل عوامل داخلية بحتة وبشكل تدريجي، أما تسريع سيناريو الإطاحة به اليوم، في ظل التوتر الإقليمي، فقد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب العواقب يهدد استقرار المنطقة برمتها.

لا شيء محسوم، والميدان لا يزال مفتوحًا

وذكر أن المستقبل القريب مرهون بتقييم الولايات المتحدة وإسرائيل لنتائج الضربة على منشأة فردو، وليس بردود الفعل الإيرانية فقط، فكلما اندفعت طهران نحو ردود عسكرية متهورة، قدمت لإسرائيل غطاءً إضافيًا لاستمرار العمليات، وربما توسيعها، أما إذا اختارت طهران احتواء الضربة، فإن سيناريو "التهدئة الحذرة" قد يعود إلى الواجهة، مع بقاء احتمالات الحرب مفتوحة، ولكن مؤجلة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير