غرايبة يكتب : خطاب الملك أيقظ فينا مبادئ القيم الإنسانية

حسام غرايبة
"واليوم يتجه هذا العالم نحو انحدار أخلاقي، إذ تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة. يتمثل هذا الانحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم، وأضاع الفرصة تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها."
تلك احدى الفقرات القوية والهامة من خطاب الملك امام البرلمان الأوروبي الذي يضم اكثر من 705 أعضاء منتخبين من الدول الأوروبية والذي يمثل ثاني أكبر ديمقراطية انتخابية في العالم (375 مليون ناخب).
لقد تحدث الملك اليوم بلسان الحكمة والقيم المطلقة التي ينبغي للدول الاتفاق عليها لحفظ البشرية المهددة اليوم بفعل حكام مجانين واولهم حكام دولة الاحتلال.
لقد خاطب الملك اليوم ممثلي الأوروبيين الذين يلحظون تغيرا كبيرا لدى شعوبهم تجاه دولة الاحتلال التي انكشفت وحشيتها وقسوتها وإجرامها فيما تمارسه تجاه غزة، فيكتسب هذا الخطاب اهمية بالغة لتأسيس رواية عربية تستند الى الاعتراف بحق الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة.
خطاب الملك أيقظ فينا المبادئ العامة والمطلقة للقيم الإنسانية، وهنا اتساءل؛
١- مالذي يدفع الملك للمغامرة بالسفر في هذه الاجواء المشحونة والخطرة، ليلقي خطابا بالتاكيد لايعجب الساسة في الولايات والكيان؟ إلا لأنه يتسم بالشجاعة و يؤمن بضرورة العمل والتحرك لرفع الظلم عن اهلنا بغزة والضفة.
٢- اين هم المحللون السياسيون عبر الفضائيات العالمية واين هي وسائل الإعلام التي تمطرنا صباح مساء بلغة تشكيكية وتخوينية لدورنا الاردني تجاه القضية الفلسطينية؟ الم ينتبهوا لما قاله الملك وأهمية ذلك في دفع دول أوروبا لتحمل المسؤولية تجاه الإبادة الجماعية في غزة؟ هل اعمتهم كراهتهم للاردن من تفحص خطاب الملك ليعرفوا مستوى اللغة والمفردات التي قالها الملك في الوقت الذي لم نسمع اي زعامة عربية او إسلامية تتحدث عن غزة واهلها بهذه الجرأة والقوة والإنسانية؟
٣- ما يتحدث به الملك في المحافل الدولية مطلوب من الحكومة إنزاله على واقع السياسة الداخلية لان ماقاله الملك لايختلف عليه الأردنيون ويمكن ان يشكل رواية أردنية متفق عليها لانهاء حالة الجدل المجتمعي الذي يمزق مجتمعنا ويضعف جبهتنا الداخلية.
ايها الملك الهاشمي؛ بيّض الله وجهكم، وقوّى الله أنفاسكم، وحفظكم من كل مكروه.
من حقنا كاردنيين ان نعتز بمواقف ملكنا وان نلتف حول رايتنا وان نكون خير سند لاهلنا المظلومين في غزة هاشم.