البراري: إيران صامدة وإسرائيل قد تعلن وقف الحرب من طرف واحد

قال المحلل السياسي والإستراتيجي الدكتور حسن البراري، إن إيران لا تزال صامدة في وجه الضغوط الإسرائيلية والأميركية، مشيرًا إلى أن طهران مستمرة في التصعيد العسكري عبر رشقات الصواريخ، وسط ارتباك متزايد داخل إسرائيل.
وأوضح البراري أن إسرائيل تعاني من ارتباك داخلي غير مسبوق، حتى إن اجتماعاتها الأمنية تُعقد عن بُعد خوفًا من الاستهداف المباشر، معتبرا أن استمرار إيران في إطلاق الصواريخ قد يدفع إسرائيل إلى إعلان وقف الحرب من طرف واحد أو التهديد باستخدام السلاح النووي.
وكشف البراري أن إيران تمكنت من رصد فجوة في نظام التذخير داخل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وهو ما ساهم في وصول بعض الصواريخ إلى أهدافها، مضيفًا أن الدول العربية لا تزال تلعب دور المتفرج في هذا الصراع، وسط انقسام شعبي يُشبه متابعة مباراة كروية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي، على حد وصفه.
وفي ما يتعلق بالموقف الأميركي، أشار البراري إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعيش حالة من التردد، نظرًا لانقسام قاعدته الانتخابية؛ فشعار "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد" لا ينسجم مع الدخول في حرب جديدة، في حين يواصل اللوبي الإسرائيلي الضغط على ترامب لدفعه نحو المواجهة. وحذر من أن توجيه إيران ضربات إلى قواعد أميركية في المنطقة قد يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق وضربات "ماحقة" لها تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة.
أما على صعيد الطاقة، فحذر البراري من الارتفاع الكبير المحتمل في أسعار الطاقة نتيجة تطورات الصراع، داعيًا الحكومة الأردنية إلى اتخاذ خطوات استباقية، منها تخزين كميات كافية من الطاقة تحسبًا لأي طارئ.
وفي تحليله لمواقف القوى الدولية والإقليمية، شدد البراري على أن إيران تقاتل بمفردها، إذ لا يمكن الرهان على مواقف داعمة من تركيا أو باكستان أو الصين أو روسيا، مشيرًا إلى أن هذه الحرب تؤلم الطرفين، إيران وإسرائيل، في آنٍ معًا.
وختم البراري بالقول: "بعيدًا عن فكرة ضرب الظالمين بالظالمين، علينا التفكير جديًا في كيفية تأثير استمرار هذه الحرب أو توقفها على خياراتنا كعرب... إن وُجدت لدينا خيارات أصلًا، أم أننا مجرد أسماء على قائمة الطعام؟".