خبير عسكري: إسرائيل عاجزة وقد تندلع الحرب الشاملة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن إسرائيل، من الناحية العسكرية، لا تمتلك القدرة على فرض سيطرتها على الأجواء الإيرانية، مشيراً إلى أن المزاعم الإسرائيلية في هذا السياق تندرج ضمن إطار الحرب النفسية التي تهدف إلى الضغط على الإيرانيين ورفع معنويات الداخل الإسرائيلي.
وأوضح الفلاحي، في تحليله للتطورات الميدانية، أن السيطرة الجوية تعني عملياً منع الطائرات المعادية من التحليق ومنع إطلاق الصواريخ من الأرض، وهو ما لا يتطابق مع الواقع الحالي، حيث تواصل إيران إطلاق صواريخها نحو إسرائيل.
وفي أحدث تطورات التصعيد، أعلن الحرس الثوري الإيراني، يوم الثلاثاء، تنفيذ "الموجة العاشرة" من هجماته باستخدام صواريخ ومسيرات، استهدفت قواعد جوية إسرائيلية تُستخدم في شن الهجمات على إيران. وأطلقت صفارات الإنذار في عدد من المناطق الإسرائيلية، وسط تحذيرات من الموجة الجديدة التي طالت مواقع شمال البلاد.
وأكد الفلاحي أن التفوق الجوي قد يُحقق في نطاقات ضيقة ولأهداف محدودة، لكن تأمين طيران مستمر فوق الأراضي الإيرانية لعدة ساعات يُعد أمراً بالغ الصعوبة، في ظل الحاجة المتواصلة للطائرات للتزود بالوقود، إضافة إلى التحديات المرتبطة بالدفاعات الجوية الإيرانية.
إيران تتفوق بالصواريخ.. وإسرائيل تملك السماء
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي زعم أن إسرائيل باتت "تسيطر على أجواء طهران"، في سياق الرد الدعائي على الهجمات الإيرانية، فيما ادعى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة أصبحت تمتلك "سيطرة كاملة على سماء إيران".
ويرى العقيد الفلاحي أن موازين القوة بين الطرفين مختلفة، فإيران تمتلك ترسانة صاروخية ضخمة وقدرات متقدمة في الطائرات المسيّرة، في حين تعتمد إسرائيل على قوتها الجوية المتفوقة. لكنه أشار إلى أن إيران نجحت في إرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية عبر مراحل متعددة.
تكتيكات إيرانية أربكت الدفاعات الإسرائيلية
وفقاً للفلاحي، بدأت إيران بموجات مكثفة من إطلاق الصواريخ الباليستية من أنواع متعددة نحو أهداف داخل إسرائيل، ما تسبب في تشتيت قدرات منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
تلا ذلك اعتماد طهران على تكتيك التمويه، من خلال إطلاق الطائرات المسيّرة بالتزامن مع الصواريخ، ما زاد من استنزاف الدفاعات الإسرائيلية وأثر على قدرتها في اعتراض الهجمات.
وفي المرحلة الثالثة، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية ذكية وعالية الدقة، تحمل رؤوساً متفجرة شديدة القوة، وقد تمكنت هذه الصواريخ من إصابة أهدافها داخل إسرائيل دون أن تُعترض من قبل المنظومات الدفاعية، متسببة بخسائر مادية وبشرية.
الاشتباك مفتوح.. والحرب مرشحة للتصعيد
وحول مستقبل التصعيد العسكري، أكد العقيد الفلاحي أن الاشتباك الحالي يتمحور بين القوة الجوية الإسرائيلية والقدرات الصاروخية الإيرانية، مع استمرار تبادل الضربات.
وأشار إلى أن الحرب ما تزال مفتوحة، لكنها قد تتحول إلى حرب شاملة في حال تدخلت الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر، خاصة أنها تمتلك قدرات نوعية قادرة على استهداف منشآت نووية إيرانية محصنة، مثل منشأة "فوردو"، التي تتطلب استخدام قنابل خارقة للتحصينات لا تملكها سوى واشنطن، من طراز "جي بي يو 52".
واختتم الفلاحي بالتحذير من احتمالية دخول أطراف إقليمية أخرى على خط المواجهة، في ظل تحالفات إيران مع عدة فصائل مسلحة في المنطقة، وهو ما قد يوسع رقعة الحرب ويغير شكلها في الأيام المقبلة.