من وقع في فخ الآخر... إسرائيل أم إيران؟

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الخبير العسكري، العميد الركن المتقاعد أيمن الروسان إن إيران وقعت في ما وصفه بـ"فخ الخداع الاستراتيجي"، والذي نُصب لها عبر حلفاء إسرائيل، وذلك عقب تعرضها لعدوان مفاجئ يتجاوز في مضمونه مجرد عملية أمنية إلى كونه إعلان حرب صريحة على أراضيها.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن المفاجأة الاستراتيجية التي أحدثتها إسرائيل في الموجة الأولى من الهجمات أصبحت الآن – نسبيًا – مألوفة لإيران، بعد أن استوعبت صدمة الضربة الافتتاحية، وهو ما يفسر محاولة طهران استعادة التوازن عبر ضربات صاروخية متفرقة، استهدفت مناطق مدنية داخل العمق الإسرائيلي مثل أسدود وتل أبيب وحيفا.

وأشار الروسان إلى أن إيران – رغم مبادرتها بالرد – لم تحقق الأثر العسكري الحاسم، حيث بدت ضرباتها أقرب إلى الرسائل الرمزية منها إلى الهجمات الحاسمة، وقد برز ذلك في فشلها النسبي في تحقيق أضرار هيكلية في المواقع العسكرية الحساسة، ما يدل على محدودية فعالية القدرات الاستخبارية الإيرانية، سواء في جمع المعلومات الدقيقة أو في التخطيط التكتيكي للردع.

ورأى أن إسرائيل تسعى، بالتوازي مع عملياتها العسكرية، إلى تعبئة سياسية ودبلوماسية مكثفة لحشد دعم دولي ضد إيران، في محاولة للضغط عليها عبر الحلفاء الغربيين للحد من التصعيد ووقف الردود الإيرانية.
واعتبر الروسان أن الصواريخ المستخدمة – رغم كونها من أجيال متقدمة تقنيًا – اتسمت بالعشوائية، وفشلت في تدمير أهدافها بشكل نهائي. بل إن بعضها تم اعتراضه، بينما تسلل عدد محدود منها إلى الداخل الإسرائيلي، ما يؤكد وجود خلل في الجهوزية التخطيطية، إلى جانب هشاشة التنسيق بين الضربات والنوايا السياسية.

وأعرب عن دهشته من التوقيت المتأخر الذي اختارته طهران لتنفيذ ردّها، متسائلًا لماذا لم تُطلق هذه الصواريخ لحظة انطلاق الطائرات الأولى التي نفذت الهجوم الإسرائيلي، وهو ما كان يمكن أن يغيّر المشهد الاستراتيجي.

وفي تحليل السيناريوهات المستقبلية، أشار الروسان إلى احتمالين اثنين: الأول، أن تكتفي إيران بضربة "انضباطية" محدودة الطابع، تهدف إلى حفظ ماء الوجه دون إثارة رد فعل أمريكي حاد، والثاني، أن تستمر في الضربات بشكل تدريجي في حال استشعرت أنها حققت بعض التأثير المعنوي في الداخل، أو في حال لم تتعرض لخسائر جسيمة نتيجة الردود الإسرائيلية.

وأردف أن المرحلة المقبلة ستكون مشروطة بمدى قدرة إيران على امتصاص الهجمات الإسرائيلية، وقياس حجم الضرر الفعلي الذي سيلحق بها، فإن وُجدت "ضربة موجعة" على العمق الإسرائيلي، فقد يدفع ذلك نحو تهدئة نسبية، أما إذا استمر مسلسل الإهانة دون ردع حقيقي، فقد تتكرر الهجمات، وتغرق المنطقة في مستنقع نزاع مفتوح يصعب احتواؤه.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية