الذنيبات يكتب : عن كل شباب الأردن أتكلم !

{title}
أخبار الأردن -

  الدكتور محمد حسان الذنيبات
 

 

يحملون الأردن في أرواحهم، وكلٌّ منهم يحمل شيئاً منه في ملامحه, صلابة البدوي في التحامه ووقفته, هدوء الريفي في تركيزه ودهائه, حيوية ابن المدينة في خفة حركته وأناقة تمريره. لا ترى فيهم نرجسية، ولا تصنعاً في الحديث أو افتعالاً في الحركات بل روح جماعية تشبه سارية ترفع علماً هو علم الأردن.

بعد الهدف سجود, و  بعد الفوز أول تصريح "الحمد لله". أذرع و زنود وأكف بلا أوشام ترفع لله تعالى بالشكر "أن جعلنا أردنيين". تواضع لله، والتزام بتقاليد وطن لا يتخلون عنها مهما علت الكاميرات بل افتخار صادق بكل ما يرتبط بالأردن (لهجة، زيّ، أكلة  أو اهزوجة شعبية)
يستغرب من يراهم كيف يمكن للرزانة و الثقالة و الهيبة في شخصيتهم الجمعية أن تمزج مع خفة الدم هذه حيث تدخل القلب بلا استئذان. 

من أين جاءوا ؟ جاؤوا في أغلبهم من الحارات والشوارع التي تحمل أسماء شهداء الأمة و الوطن لا من المنتجعات, من المدارس الحكومية التي تحمل أسماء البناة و الرواد لا من المعاهد النخبوية, ومن الملاعب الترابية لا الأكاديميات المغلقة, جاءوا من البيوت الأردنية البسيطة التي نضع فيها سجادة الصلاة فوق الكرسي، و ندخل الشماغ بكل احترام مصفطا في الخزانة وبالتأكيد صورة الشهيد معلقة على الحائط.

طيب لماذا جاؤوا؟ جاءوا ليقولوا لسنا نحلم من فراغ, بل نحلم لأننا نعرف أن هذا الشعب يستحق الفرح، وأن هذا الوطن يستحق أن يُرى، وأن يحجز مكانه بين الكبار في كل المجالات. هذا العالم لا يحترم إلا الكبار في ادائهم و لا يرد عليهم بالصراخ بل باثباتك لذاتك !

شباب أذكياء, أدركوا أن المجد لا يأتي من صفقات الاحتراف أو النجاحات الفردية فقط بل من أن تُمثّل وطنك جيدًا بشرفك و تواضعك، و اعتزاك به و حبّك له و ببذلك أقصى ما تستطيع من أجله.

قد يتفاوت اهتمامنا بالرياضة أو كرة القدم او تفرغنا لمتابعتها و لكننا حين رأينا هؤلاء الشباب يركضون بحرارة فإننا نراهم يركضون عن شباب الأردن كله ليقولوا لكل واحد فينا أبحث عن مكانك لانتزاع المجد للأردن الذي نعشق! في مجالك في تخصصك في اهتمامك العلمي أو التقني أو الفني أو أي من مجالات الحياة المختلفة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية