نتنياهو يكتب الفصل الأخير من كل شيء... حياته ومشروعه!

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الأستاذ المشارك والباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية الدكتور علي النظامي إن هناك قلقًا متصاعدًا في الأوساط الغربية والصهيونية الليبرالية من المسار الذي تسلكه حكومة بنيامين نتنياهو.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن "الاستراتيجية الصهيونية الكبرى" قد تجاوزت مرحلة الرهان على الأشخاص إلى مرحلة إدارة التحوّلات الهيكلية، خصوصًا أن اليمين الإسرائيلي، برئاسة نتنياهو، لم يعد يُنظر إليه كضامن للمشروع، وإنما كمعوّقٍ لانطلاقته باتجاه تسوية إقليمية تكرّس إسرائيل كدولة طبيعية في محيط عربي مندمج بها سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا.

وبيّن النظامي أن تحليل خطاب الكاتب والصحفي الأمريكي اليهودي اللامع، توماس فريدمان في هذا التوقيت يُفهم في سياقين متكاملين، الأول، إعلاميّ تعبويّ يهدف إلى الضغط على النخب السياسية الإسرائيلية لإعادة هندسة المشهد الداخلي عبر حلّ الكنيست، وإجراء انتخابات مبكرة، قد تؤدي إلى تفكيك تحالف نتنياهو مع الصهيونية الدينية المتطرفة، بوصفه "تحالفًا سامًا" لا يحظى بالإجماع الدولي، وخصوصًا داخل المؤسسات الغربية التي تراهن على شرق أوسط مستقر ومتصالح.

فيما يتسق الثاني مع الرؤية الأمريكية لما يُسمى بـ "الشرق الأوسط الجديد"، والذي تتقدم فيه العلاقات التطبيعية والانفتاح الثقافي والاقتصادي على حساب المشاريع المقاومة أو المقاطعة.

ونوّه النظامي إلى أن النص في شطره الثاني ينزلق إلى مساحات أكثر جرأة، فهو يتنبأ بكسر الحواجز النفسية والثقافية بين العرب والإسرائيليين، ويصور مشاهد من "تل أبيب الرياضية" وقد امتلأت بفرق عربية ومشجعين يصفّقون جنبًا إلى جنب مع الإسرائيليين، في مشهد "أخوي تسامحي"، لا يُقابل إلا بالسخرية من شعارات "أحمد سعيد" و"معتز مطر"، على حد تعبير الكاتب.

وأشار إلى أن هذه التوقعات تُوظف ضمن مسارين: مسار تطبيعي ثقافي عميق يتجاوز السياسة ليصل إلى "الحميمية المجتمعية"، بما فيها المصاهرة والعلاقات الإنسانية العابرة للهويات المتناقضة، أما المسار الآخر فهو تهكمي نقدي يفضح، تواطؤ المنابر الشعبوية المأجورة التي تسوّق "المقاومة الإعلامية" كغطاء لخدمة مشاريع مضادة للحقيقة، بما يخدم - ضمنيًا - أجندات داخلية وخارجية.

ولفت النظامي الانتباه إلى أنه من غير المستبعد أن يكون إسقاط حكومة نتنياهو تمهيدًا لمرحلة أكثر تشددًا ولكن أقلّ ضجيجًا، وأكثر قدرة على تمويه المشروع النهائي، فالمؤسسة الإسرائيلية تقوم على استراتيجيات متماسكة تمتد لعقود، تسعى إلى إعادة تشكيل الوعي الجمعي العربي، لا إلى مجرد توقيع اتفاقيات سياسية.
واستطرد قائلًا إن الكاتب ينتهي بدعوات سلام تتماهى مع سرديات التطبيع الثقافي، لكنه في الحقيقة يُحمّل "الجهل المركب والعواطف الساذجة" مسؤولية تضييع البوصلة العربية لعقود، ويطرح تساؤلًا خطيرًا حول ما إذا
كنا مستعدين للاعتراف بأن مآلات الأمور تُصنع في العواصم البعيدة، بينما شعوبنا لا تزال تبحث عن أماكن جلوسها؟.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية