شديفات يكتب : برؤية الحسين.. الأردن لا يكتفي بالصمود، بل يقود
عبدالرحمن خلدون شديفات
في عبارة قصيرة لكنها غنية بالرسائل، قال سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني:
“بلدنا المستقر المنيع، وطاقاتنا البشرية الهائلة، كلها تؤهلنا للعب دور ريادي في المنطقة.”
جملة تُختصر فيها رؤية شاملة للأردن الحديث وطن يواجه التحديات بثقة، ويراهن على الإنسان أولاً، ويطمح إلى ما هو أبعد من الصمود.. إلى الريادة.
الاستقرار.. قاعدة البناء
حين يصف ولي العهد الأردن بأنه “مستقر منيـع”، فإنها ليست مجرد ثناء على حال، بل تأكيد على إنجاز استراتيجي في إقليم لا يهدأ. الاستقرار السياسي والأمني لم يكن منحة، بل ثمرة رؤية القيادة ووعي الشعب.
هذا الاستقرار هو حجر الزاوية في طموحات الدولة، ومن دونه لا يمكن رسم أي دور قيادي في المنطقة، سواء سياسيًا، اقتصاديًا أو حتى تنمويًا.
الطاقة البشرية.. الرأسمال الوطني
الجزء الأهم في مضمون الرسالة هو وصف الأردنيين بأنهم “طاقات بشرية هائلة”. هنا يعيد سموه توجيه البوصلة من الحديث عن الموارد الطبيعية إلى الإنسان، باعتباره أصل القوة وأداة التغيير.
ما بين الشباب المبدع، المرأة القوية، والكفاءات العلمية في كل القطاعات، تبدو الرسالة واضحة: الأردن لا يعاني من نقص في الإمكانيات، بل يملك وفرة بشرية تحتاج إلى تمكين، تدريب، وثقة.
الريادة الإقليمية.. الطموح الممكن
العبارة الأخيرة “كلها تؤهلنا للعب دور ريادي في المنطقة” ليست وصفًا لحلم مستقبلي، بل دعوة لتفعيل الدور الأردني في محيطه. سواء عبر الدبلوماسية الحكيمة، أو من خلال تصدير الكفاءات والخبرات، أو عبر التكنولوجيا والتعليم، فإن ولي العهد يحدد موقع الأردن: لا تابع ولا هامشي، بل لاعب فاعل في رسم المستقبل الإقليمي.
الخلاصة: رؤية تبني على الواقع وتستشرف الغد
تصريح ولي العهد ليس مجرد خطاب تفاؤلي، بل تحليل مركّز لثلاثية القوة الأردنية: الاستقرار، الإنسان، والطموح. هذه ليست فقط مقومات للبقاء، بل أسس لصناعة مستقبل أكثر إشراقًا.
في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة، تبقى مثل هذه الرسائل البوصلة التي يحتاجها الأردنيون ليواصلوا المسير بثقة

