جريمة واشنطن... ألعوبة إسرائيلية لاستعادة خطاب "الضحية"

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الخبير العسكري محمد المغاربة إنه في ظل مرحلة حرجة تمرّ بها إسرائيل على المستويين الدولي والأميركي، أُثيرت تساؤلات واسعة حول خلفيات ودوافع جريمة قتل رجل وزوجته اليهود في العاصمة الأميركية واشنطن، وسط دعوات إلى ضرورة التريّث في إصدار الأحكام، ورفض الانزلاق خلف ردود الفعل العاطفية أو الاحتفائية التي تتنافى مع منطق العقل والمسؤولية السياسية.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن المسارعة في ترويج الجريمة بوصفها عملًا بطوليًا، يُسهم عمليًا – عن قصد أو دون قصد – في تقديم خدمة دعائية مجانية لإسرائيل، ويمنحها فرصة للعودة إلى لعب دور "الضحية" الذي فقد تأثيره في الرأي العام العالمي، خاصة لدى الأجيال الشابة المنفتحة على الحقيقة خارج هيمنة السردية الصهيونية التقليدية.

وبيّن المغاربة أن المرحلة الحالية، التي تُعد من أسوأ الفترات التي يمر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيًا، قد تدفع إسرائيل إلى تفعيل سيناريوهات مدروسة ومحفوظة في أدراج استخباراتها، لتوظيفها في أوقات الأزمات بغرض إعادة تموضعها الأخلاقي أمام المجتمع الدولي، واستدرار تعاطف إعلامي طالما استثمرت فيه ببراعة.

وأشار إلى أن الشعارات التي أطلقها القاتل، والتغطية الإعلامية التي رافقت الجريمة، بل وجرى تسويقها وتضخيمها، تُوحي بأن هناك تنسيقًا أو توجيهًا إعلاميًا متعمدًا يراد منه إخراج الحدث بهذا الشكل تحديدًا، دون أن يُقتل الجاني أو يتم إسكات صوته – كما جرت العادة في حوادث مشابهة – مما يثير الشبهات حول هوية المستفيد الحقيقي.

وأردف المغاربة أن إظهار العملية في الشارع الأميركي، وليس في داخل الكنيس حيث كان يمكن للقاتل إيقاع عدد أكبر من القتلى إن كان هذا هدفه، يشير إلى أن العملية ليست عفوية، وقد تكون مختلقة أو موظفة سياسيًا وإعلاميًا بشكل متعمد، مضيفًا أن أسلوب التنفيذ والإخراج الإعلامي المتزامن يدفع باتجاه الشكوك حول الجهات المستفيدة فعليًا من الحدث وتوقيته.

وتطرح هذه المعطيات تساؤلات جادة: هل يستطيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سارع نتنياهو لشكره فور وقوع الجريمة، أن يوجه مؤسساته الأمنية لكشف الحقائق كاملة بشفافية؟... وهل سيتمكن من حماية القاتل من أي محاولة لتصفيته أو "انتحاره" قبل اكتمال التحقيقات وكشف الملابسات؟... أم أن الجريمة ستُطوى كما طُويت غيرها في دهاليز المصالح السياسية؟، وفقًا لما قاله المغاربة.

وطالب بضغط عربي وإعلامي واسع على الإدارة الأميركية والمؤسسات الحقوقية الدولية، لإجراء تحقيق دقيق ومحايد في الحادثة، يجيب على تساؤلات جوهرية تتعلق بمن يقف خلفها، وما دوافعها، ولماذا وقعت الآن تحديدًا، في ظل تآكل الرواية الإسرائيلية وتراجع تأثيرها عالميًا.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير