تدشين عهد جديد في الشرق الأوسط... السعودية في صدارة التحول

قال الأستاذ المشارك والباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية الدكتور علي النظامي إن الشرق الأوسط شهد اليوم بداية مرحلة مفصلية تُنذر بتحول جذري في خارطته السياسية والاقتصادية، حيث دشّن ما يمكن تسميته بـ"العصر الجديد" في الإقليم، تقوده المملكة العربية السعودية الكبرى باعتبارها الشريك الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا التحالف، الذي لا يُعد وليد اللحظة، يستند إلى رؤية طويلة الأمد تمتد لأكثر من 120 عامًا، وُضعت ملامحها بعناية لضمان دور محوري للمملكة في ملفات الأمن والسياسة والاقتصاد الإقليمي.
وبيّن النظامي أن السعودية، اليوم، تتبوأ موقع "العاصمة الأولى للمشرق"؛ فهي نقطة الارتكاز التي تُعقد عندها التحالفات وتُحل العقد، وهو ما سيترك أثرًا بالغًا في إعادة صياغة ترتيبات المنطقة على مستويات عدّة، من الأمن الإقليمي إلى التنمية الاقتصادية.
وفي ظل هذا التحول، يُطوى فصل طويل من تاريخ الشرق الأوسط اتّسم بالصراعات المتكررة، ليفسح المجال أمام سياسة تصفير المشكلات، التي تعني، ببساطة، أن زمن الحروب بات خلفنا، وأن الحوار والتفاوض، حتى مع الخصوم، أصبح الخيار الأول والوحيد في عالم تحكمه المصالح وتفرضه الوقائع السياسية الجديدة، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
ولفت النظامي الانتباه إلى أن السياسة الأمريكية، خصوصًا في نسختها "الترامبية"، تحظى اليوم بدعم واسع من الحزب الجمهوري واللوبي الصهيوني العالمي، إلا أن هذه السياسة الجديدة تنأى بنفسها عن نهج الليكود الإسرائيلي الذي يميل إلى التصعيد وافتعال العقبات، في مقابل توجه أمريكي واضح نحو التهدئة وتغليب منطق المصالح على الصراعات. فالشرق الأوسط الجديد لا يُبنى بالدبابات، بل بالدبلوماسية والمفاوضات.
وتوقع أن يكون لسوريا الجديدة، دورًا محوريًا ثانيًا بعد السعودية، في شراكة استراتيجية مدعومة من الولايات المتحدة، إلى جانب قوى إقليمية أخرى، بما يضمن توازنًا جديدًا في المنطقة قائمًا على التعاون لا النزاع.