ابو رحمه يكتب: الحضور الميداني الاردني في غزة بين الفاعلية والقصور الإعلامي

{title}
أخبار الأردن -

 

د. سعيد محمد ابو رحمه 
في زمن تُشنّ فيه الحملات الإعلامية الموجهة لتقويض الجهود الصادقة، تتعاظم مسؤولية الإعلام الوطني والمهني أكثر من أي وقت مضى. وفي ضوء ما تعرض له الدور الأردني في غزة من محاولات للتشويه من قبل منصات إعلامية ، تبرز الحاجة إلى مراجعة شاملة لمنظومة الإعلام الأردني، وخصوصًا الإعلام المرافق للمؤسسات الإنسانية والطبية العاملة في قطاع غزة.
فعلى سبيل الذكر لا الحصر المستشفى الأردني الميداني في غزة يُجري عمليات دقيقة ونوعية كزراعة الأطراف، ويُعتبر من أبرز معالم العمل الطبي الإنساني في القطاع. إلا أن ضعف التغطية الإعلامية الدائمة لهذا الجهد، وسكوت المؤسسات عن تسويق دورها على الصعيد المهني والإنساني، يفتح الباب أمام الآخرين لتشويه صورة العمل النبيل.وكذلك هيئة الأعمال الخيرية وما تقدمه من إمدادات مستمرة لغزة بكافة أشكاله.
إن الإعلام لا يجب أن يكون ملحقًا متأخرًا بالميدان، بل ينبغي أن يكون شريكًا أصيلاً في صناعة الصورة، ورافعة للحقائق، وسدًا منيعًا أمام الأكاذيب. 
فالمطلوب من المؤسسات الأردنية اليوم ليس فقط العمل، بل إيصال هذا العمل إلى الوعي العام العربي والفلسطيني والدولي.
  فلا يمكن انتظار الحملات المضادة للتحرك. يجب أن يكون للإعلام الوطني خطط استباقية توثق وتبرز الجهد الإنساني أولًا بأول، قبل أن تملأ الفراغ منصات معادية.
و إبراز الأرقام والقصص الإنسانية دون مبالغة، والاكتفاء بصدق المعاناة وعمق التأثير. فالمصداقية هي رأس مال الإعلام في مواجهة حملات التشويه.
فمن الضروري أن تُفعّل المؤسسات الأردنية قنواتها الإعلامية الرسمية على السوشيال ميديا، وتُوظف مؤثرين محليين لنقل الصورة من الميدان إلى العالم. 
  وخلق تعاون حقيقي مع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة لتغطية الأنشطة الأردنية على الأرض، وتكوين تعاون مشترك بين كليات الإعلام الاردنية والفلسطينية لتكوين رسالة مشتركة وفاعلة، وتفكيك أي محاولة لشيطنة هذه الجهود. بالإضافة تشجيع ورعاية الأبحاث والدراسات التي ترصد استراتيجيات الاستجابة لهيئة الأعمال الخيرية الأردنية والتحديات في تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي غزة ، فكل هذه المقترحات سيكون لها مرحلة انتقالية لعمل افلام وثائقيه لكل صور الإمدادات الأردنية لأهل غزة.
  فالإعلام لا ينقل الأحداث فقط، بل يصوغ الوعي الجمعي. ومن دون خطاب إعلامي منظم وموجه تضيع الحقائق وتتبدد الجهود.
إن  الجهود الإنسانية النبيلة، إن لم يُرافقها خطاب إعلامي فاعل، ستُختطف وتُقلب لصالح أجندات لا تريد الخير  والمنفعة.
الإعلام اليوم ليس طرفًا خارجيًا، بل هو جزء من معركة الوعي، ومن يمتلك الكلمة، يستطيع حماية الموقف و الدفاع عن الحقيقة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية