تقرير: واشنطن تعتزم خفض قواتها في سوريا إلى النصف خلال شهرين
أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، مساء الأربعاء، أن الولايات المتحدة تخطط لتقليص عدد قواتها العسكرية المنتشرة في سوريا إلى النصف خلال الشهرين المقبلين، في خطوة تُشير إلى توجه جديد في الاستراتيجية الأميركية تجاه المنطقة.
ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تدرس خفض عدد القوات من نحو ألفي جندي إلى ألف فقط، في إطار عملية إعادة تقييم للوجود العسكري الأميركي العالمي، لا سيما في مناطق التوتر.
وتنتشر القوات الأميركية في سوريا منذ بدء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بهدف منع عودة التنظيم إلى الظهور مجددًا. وتركز هذه القوات تمركزها بشكل أساسي في شمال شرق البلاد بالتعاون مع شركاء محليين.
ووفق التقارير، بدأت القوات الأميركية بالفعل بإخلاء تجهيزات ومعدات عسكرية من إحدى قواعدها في محافظة دير الزور شرقي سوريا، ما يعزز المؤشرات على قرب تنفيذ خطة الانسحاب الجزئي.
من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مسؤولين أميركيين أبلغوا نظراءهم في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الانسحاب سيبدأ خلال شهرين، رغم محاولات إسرائيل لإقناع واشنطن بالتراجع عن القرار.
ويستند القرار الأميركي إلى مراجعة داخلية لتقليل التزامات واشنطن العسكرية الخارجية، وسط ضغوط داخلية للتركيز على أولويات السياسة الداخلية.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أعلن عام 2018 نيته سحب القوات من سوريا، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعًا آنذاك وأدى إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية شبه اليومية على مواقع داخل الأراضي السورية، رغم أن الحكومة السورية الحالية برئاسة أحمد الشرع لم تتخذ أي خطوات عدائية تجاه إسرائيل. وكانت الأخيرة قد استغلت الظروف الأمنية في سوريا منذ عام 2011 لتعزيز نفوذها في هضبة الجولان والمنطقة العازلة، وأعلنت مؤخرًا عدم التزامها باتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974.
