دراسة حديثة: أدوية شائعة تقلل من خطر الإصابة بالخرف
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في كوريا الجنوبية عن وجود علاقة بين استخدام بعض الأدوية المخصصة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وإمكانية الحد من خطر الإصابة بالخرف.
وركزت الدراسة على تأثير أدوية الستاتينات، المعروفة بقدرتها على خفض مستويات الكوليسترول في الدم، على تطور الاضطرابات العصبية، مثل مرض ألزهايمر، الذي يُعد من أبرز أنواع الخرف.
وأظهرت النتائج أن استخدام الستاتينات قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة ملحوظة، حيث يُعتقد أن هذه الأدوية تساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدماغ، مما قد يحد من التلف المرتبط بفقدان الذاكرة.
وأشارت الدراسة، التي شملت مجموعة من الأشخاص في كوريا الجنوبية، إلى أن الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول الضار كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف مقارنةً بمن لديهم مستويات أعلى، كما أدى استخدام الستاتينات إلى خفض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 12% إضافية.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور فرانشيسكو تامانيني، أخصائي فيزيولوجيا الأعصاب بجامعة ريدينغ وأحد المشاركين في الدراسة، أن "النتائج تشير إلى أن مرض ألزهايمر قد يكون مرتبطًا بتراكم الكوليسترول الضار في الدماغ، مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لفهم آلية تأثير الستاتينات على الدماغ بشكل دقيق".
من جانبها، أكدت الدكتورة جوليا دادلي، رئيسة قسم الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر بالمملكة المتحدة، على أهمية إجراء تجارب سريرية إضافية للتأكد من التأثيرات المحتملة لهذه الأدوية على العمليات المرضية في الدماغ.
ورغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث، يؤكد الخبراء أن الحفاظ على صحة القلب، بما في ذلك ضبط مستويات الكوليسترول، يُعد أحد العوامل الأساسية للحفاظ على صحة الدماغ. وتشير التقديرات إلى أن نحو 40% من حالات الخرف يمكن الوقاية منها من خلال اتباع نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا، زيادة النشاط البدني، وتقليل استهلاك الكحول وغيرها من العادات الصحية الوقائية.

