هل يمكن الشفاء من السكري من النوع الثاني؟
د. أسامة أبو الرُّب
يُعتبر مرض السكري من الأمراض الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم، ويأتي السؤال حول إمكانية الشفاء من السكري من النوع الثاني في مقدمة الاستفسارات. فما هي أنواع مرض السكري، وما هي أعراضه؟ كيف يتم تشخيصه مخبريًا، ولماذا يوصف البعض السكري بأنه "المرض الصامت"؟ كما أن العديد يتساءل عن إمكانية الشفاء التام من السكري من النوع الثاني.
أنواع مرض السكري
يوجد نوعان رئيسيان من مرض السكري:
السكري من النوع الأول: يتطلب المريض فيه العلاج بالإنسولين بشكل مستمر. هذا النوع يتعلق بالمناعة الذاتية، حيث يهاجم الجسم خلاياه المنتجة للإنسولين.
السكري من النوع الثاني: يعد هذا النوع مزيجًا من العوامل الوراثية وأسلوب الحياة غير الصحي. هناك أيضًا أنواع أقل شيوعًا مثل السكري الناتج عن الحمل أو التهابات البنكرياس أو استخدام أدوية مثل الكورتيزون.
أعراض السكري
السكري من النوع الأول: تظهر الأعراض بشكل سريع وملحوظ، مثل كثرة التبول، الشعور بالعطش الشديد، فقدان الوزن، الإرهاق، وضبابية الرؤية. وعادة ما يتم تشخيصه في أسابيع أو أشهر قليلة.
السكري من النوع الثاني: قد تكون الأعراض غائبة في البداية وتظهر تدريجيًا بعد سنوات من الإصابة. عادة ما يستغرق من 6 إلى 10 سنوات حتى يبدأ المرض في الظهور بوضوح. ومع مرور الوقت، تبدأ الأعراض في الظهور مثل كثرة التبول والعطش الشديد.
كيف يتم تشخيص السكري؟
يمكن تشخيص السكري من خلال عدة اختبارات مخبرية، أهمها قياس مستوى السكر التراكمي. إذا كان مستوى السكر التراكمي بين 5.9% و6.4% فهذا يدل على مرحلة ما قبل السكري. إذا كان الرقم 6.5% أو أكثر، فيُعتبر الشخص مصابًا بالسكري.
السكري: المرض الصامت
غالبًا ما يُطلق على السكري من النوع الثاني لقب "المرض الصامت"، لأنه قد لا يظهر بأعراض واضحة في البداية، ولكن مع مرور الوقت تظهر الأعراض التي تشبه السكري من النوع الأول، مثل التبول المتكرر والعطش والإجهاد، وقد تصل إلى مضاعفات خطيرة مثل تنميل القدمين.
علاج السكري
السكري من النوع الأول: العلاج الوحيد المتاح هو الإنسولين، إما من خلال الحقن أو عن طريق مضخة الإنسولين. يحتاج المريض إلى ثلاث جرعات يوميًا مع الوجبات، بالإضافة إلى جرعة طويلة المدى في الليل.
السكري من النوع الثاني: يبدأ العلاج بتغيير نمط الحياة من خلال ممارسة الرياضة وتعديل النظام الغذائي، خصوصًا تقليل النشويات والدهون المهدرجة. الأدوية مثل "الغلوكوفاج" تُستخدم أيضًا للمساعدة في التحكم في مستويات السكر. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى الإنسولين إذا كانت الأعراض شديدة.
هل يمكن علاج السكري من النوع الثاني دون أدوية؟
إذا تم اكتشاف السكري في مراحله المبكرة، فقد يساعد فقدان الوزن بنسبة 15% من وزن الجسم في عكس المرض أو جعله في حالة "هدنة"، ولكن إذا عاد الوزن الزائد، سيعود السكري. إذا كان السكري قد تطور لعدة سنوات، فقد يكون من الصعب علاجه بدون أدوية أو إنسولين.
هل يمكن الشفاء من السكري من النوع الثاني؟
نعم، هناك حالات كثيرة تم فيها الشفاء من السكري من النوع الثاني، خاصة باستخدام العلاجات الحديثة مثل إبر "ناهضات جي إل بي 1" التي تساعد على فقدان الوزن وبالتالي التحكم في مستويات السكر. كما أن الإجراءات الجراحية مثل قص المعدة قد تكون فعالة في علاج السكري. ومع ذلك، إذا عاد الشخص إلى الوزن الزائد، فمن المحتمل أن يعود المرض بسبب العوامل الجينية.
