غرايبة يكتب: سوريا تسدل الستار على مخطط الفوضى
رحيل غرايبة
في خطوة مفاجئة للمراقبين السياسيين لما يجري في سوريا تم الإعلان اليوم عن انضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى الحكومة المركزية والالتحاق بوزارة الدفاع السورية عبر اتفاق مهم تم توقيعه من رئيس الجمهورية وقائد القوات الكردية ..
يأتي هذا الاتفاق بعد مضي أيام قليلة على فشل محاولة الانقلاب التى قادها فلول النظام البائد .. مما يدل على أنها آخر محاولة لهذه الفلول بعد أن نص الاتفاق على التعاون في مواجهة هذه المحاولات في المستقبل ..
هذه الخطوة تعد بنظر المحللين السياسيين في غاية الأهمية لعدة أسباب..
اولا: قوات سوريا الديموقراطية تعد قوة معتبرة في موازين القوى المحلية داخل سوريا، مما تعد إضافة نوعية للحكومة المركزية وجيش سوريا الجديد ، وتشكل دفعة معنوية كبيرة للشعب السوري وثقته بالقيادة الجديدة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية ..
ثانيا : قوات سوريا الديموقراطية تبسط سيطرتها على 27% من أراضي الدولة تقريبا منذ عدة سنوات ، مما يعزز سيطرة النظام الجديد على الأرض السورية ، ويعزز هدف توحيد الأرض والشعب والسيادة على طريق استعادة كامل الدولة التي كانت مهددة بالتقسيم ، ونجاح هذه الخطوة سوف يؤدي إلى نجاح انضمام الأخرى وعلى رأسها الدروز الذين يشكلون مكونات أصيلة في سوريا التاريخية ..
ثالثا : قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على آبار النفط السورية والغاز وموارد أخرى مهمة التي تقع في أراضيها التقليدية، حيث كانت تتولى استخراج النفط وتسويقة عبر اتفاقية غير معلنة مع النظام السابق ، ومن المعروف أن مسألة النفط كانت تشكل إحدى عوائق الوحدة والانضمام إلى الحكومة المركزية ..
رابعا: هذه الخطوة ستكون من أهم الإنجازات التي تقطع الطريق على مخطط الاحتلال الذي كان يهدف إلى محاولة انشاء علاقة مع الدروز والاكراد بهدف إنشاء جسم مستقل متحالف مع الكيان الصهيو.ني يمتد من الجولان إلى الحسكة .. وسوف يؤدي هذا الاتفاق اذا كتب له النجاح إلى قطع الطريق على كل دعوات الانفصال والأصوات الناعقة بهذا الاتجاه ..
هناك قول أن دعوة أوجلان الزعيم الكردي القابع في السجون التركية منذ سنوات طويلة الذي دعا اتباعه إلى إلقاء السلاح والتخلي عن العنف أسهمت في بالإسراع بإبرام هذا الاتفاق الذي سيطوي صفحة من الصراع الداخلي السوري ،من خلال ضمان حقوق الأكراد ومشاركتهم في إدارة الدولة المركزية ..
جميع العرب وكل أصحاب الضمائر الحية يتمنون إعادة لحمة الشعب السوري ووحدة الأرض السورية وانتهاء الفترة الطائفية وإعادة بناء الدولة من داخلها تحت سلطة مركزية موحدة في مواجهة التحديات الخارجية ..
وهنا ينبغي الإشارة إلى أن الأحداث المؤسفة التي اندلعت في الساحل السوري بتوجيه دولة أجنبية كانت تهدف إلى إشعال الحرب الطائفية والأهلية .. هذا ما أكدته المعلومات الأولية، والتي سوف تكشف عنها هيئة التحقيق الوطنية المحايدة قريبا ..
هذه الخطوة اسدلت الستار على مخطط الفوضى وإعادة الاقتتال الدموي بين مكونات الشعب السوري المعبأة منذ سنوات طويلة ..

