العلويون في سوريا.. من هم وبماذا يؤمنون؟
شهدت مناطق الساحل السوري، التي يقطنها العلويون، أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 340 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، خلال يومين من الاشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين مرتبطين بنظام الأسد السابق، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتحديدا في محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية، حيث وقع القتل بعد تصاعد الاشتباكات مع مجموعات مسلحة.
واندلعت هذه الاشتباكات يوم الخميس عندما طالب المتظاهرون المرتبطون بنظام الأسد السابق بالاحتجاج ضد السلطة الجديدة. بدأت حملة عسكرية من قبل الحكومة الجديدة ضد هذه المجموعات المسلحة التي استهدفت قوات الأمن، مما أسفر عن مذبحة طائفية راح ضحيتها العديد من العلويين.
حملة القمع والطائفية
اتهم مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، النظام الجديد بمحاولة طرد العلويين من مناطقهم من خلال هذه المذابح الطائفية التي لا علاقة لها بمعارضة نظام الأسد، بل هي محاولات للانتقام من العلويين بسبب ارتباطهم بالأسرة الحاكمة.
وتتركز الغالبية العلوية في مناطق الساحل السوري، خصوصًا في محافظتي اللاذقية وطرطوس. والعلويون يمثلون نحو 9% من سكان سوريا، وقد لعبوا دورًا محوريًا في دعم حكم الأسد لعقود من الزمن، حيث تولوا المناصب العسكرية والأمنية في ظل حكم الرئيسين حافظ الأسد وابنه بشار.
الاضطهاد التاريخي
تعرض العلويون لاضطهاد تاريخي، سواء في العهد العثماني أو تحت الحكم الفرنسي، لكنهم تمتعوا بنوع من الحكم الذاتي في فترات مختلفة. ومنذ وصولهم للحكم بعد الانقلابات العسكرية في الستينيات، أصبحوا قوة سياسية بارزة في البلاد.
ويعتبر العلويون أنفسهم جزءًا من الطائفة الشيعية الإثني عشرية، رغم أن أفكارهم تختلف عن باقي الطوائف الشيعية. يؤمنون بتناسخ الأرواح ويعتبرون أن الإمام علي يمثل التجلي الأخير لله على الأرض. ويرتبطون تاريخيًا بمفهوم الثالوث الإسلامي الذي يضم النبي محمد والإمام علي وسلمان الفارسي.
وتعرض العلويون في سوريا إلى انتقادات دينية بسبب ممارساتهم، لكنهم يعارضون الاتهامات بأنهم يؤلهون الإمام علي، ويؤكدون أنهم يتبعون عقيدة خاصة بهم تختلف عن الشيعة والسنة.

