الماضي يكتب: سوريا والامن الوطني الاردني

{title}
أخبار الأردن -

  بدر الماضي

لم يعرف العالم العربي الاستقرار في السنوات العشرين الاخيرة بسبب تزاحم الاجندة الداخلية والخارجية والتنافس على ادارة شبكة القوى الفاعلة على الارض باستثناء بعض الدول مثل الاردن والشقيقة السعودية ودول الخليج. وبرزت سوريا كمثال صارخ على تعظيم دور العائلة والطائفة (ليس كل الطائفة) على حساب الوطن والمجتمع السوري الدي عرف بحيويّته الفريدة وقدرته على البناء والتنمية بالرغم من استهدافه لمصالح فئوية وسلطوية ودكتاتورية اعملت فيه ذبحاً حتى اصبح هذا الشعب شتاتا في كل انحاء العالم لارضاء سلطة النظام البائد ومشغليه الروس والايرانيين والمليشيات الطائفية التي تضخمت على حساب الدم السوري وحساب القضية الفلسطينية.

حاول الاردن بكافة اجهزته ومؤسساته ان يواجه هذا العبث بامن سوريا وشعبها وأن يقيم التوازنان الدقيقة والتي تضمن امنه وامن مواطنيه والمقيمين على ارضه وجلّهم من الاخوة السوريين وعدم جرّ الاردن الى زوايا تدخل المنطقة بأتون الحروب والصراعات التي تخدم اجندة ومصالح خارجية وداخلية مذهبية وطائفية دون ان ترقى الى بناء الدولة الوطنية.

استبشر الاردن خيراً بالتغير الدي جرى في سوريا ورحب بخيارات اغلبية الشعب السوري دون محاولة منه لفرض اجندته السياسية والامنية على الحكم الجديد. وتعامل الاردن الرسمي والشعبي بواقعية الواثق من نفسه بان سوريا للسوريين ويجب ان تكوم خالية من التدخلات الاقليمية والدولية التي ارهقتها وبقي يحفظ لنفسه بالمسافة التي يمكن ان يرسل من خلالها رسائله الضرورية للحكم الجديد وعل رأسها ان امن الاردن واستقراره هو نتاج عملية سياسية شاملة في سوريا وان كل المواطنين السوريين هم بالتالي شركاء اصلاء في عملية البناء الجديدة طالما انهم مؤمنين بالتغير الذي حصل والذي استجاب لالام وجراحات الشعب السوري على مدى سنين طويلة.

من هنا فأن التدخلات الاسر ئيلية واعتداءاتها على سيادة سوريا هو تهديد مباشر للامن الوطني الاردني سواء من الناحية الامنية او الاستراتيجية على المدين المتوسط والبعيد. كما ان الدعوات لاطالة الازمة في سوريا والتدخلات الاقليمية وخاصة الايرانية منها هي وصفة لبقاء الاردن والمنطقة العربية تحت الضغط الامني والاجتماعي التفتيتي لضمان تحقيق الاهداف الاستراتيجية الايرانية والتي تلتقي بعلم او دونه مع اهداف دولة الكيان. فمنذ اليوم الاول للتغير الدي حدث في سوريا لم تهدأ الدعوات الإيرانية وعلى اعلى المستويات للثورة على الواقع الجديد في سوريا والعودة الى واقع الا دولة خدمة لايران ومليشياتها في المنطقة.

لهذا ومن خلال احداث الايام السابقة في سوريا ومن خلال الكشف عن مواقف من تدعي انها نخب اعلامية وسياسية على المستويين الاقليمي والعالمي يتضح لنا انها بعيدة كل البعد عن اهتمامها بأمن المنطقة ومجتمعاتها.

فالدعوات المشبوهة لعودة سوريا لسابق عهدها هي دعوات لعدم الاستقرار في العالم العربي وهي دعوات لادخال الاردن وبحكم موقعه الجغرافي بدوامة العنف والتشريد والتهديدات الامنية وكارثة المخدرات التي تبناه رسميا النظام السوري السابق واصبح المورد والموزع الاول لهذه الافة.

امن الاردن وشعبه والمقيمين على ارضه من العرب والأشقاء والاصدقاء حول العالم هو اولوية اردنية يعتمد على تقييم وطني استراتيجي بعيداً عن الرغائيىبية والاجندات الخارجية تحت مسميات شتى ثبت انها لاتغني ولاتسمن عندما يتعلق الأمر بمصالح الاردن الاستراتيجية.

 


 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية