الديري تكتب: يوم المرأة العالمي.. هدية مغلفة بالأعباء!
بقلم حلا الديري.
في الثامن من مارس من كل عام، تتصدر عناوين الأخبار عبارات تحتفي بالمرأة، وتُلقى الخطب التي تتحدث عن تمكينها، لكن وسط هذا الضجيج الاحتفالي، هل توقفت أي امرأة للحظة وسألت نفسها: هل ما تحقق لنا كان إنجازًا، أم فخًا جميل التغليف؟
قبل أن يُنادى بالمساواة، كانت المرأة تتحمل مسؤولياتها الأسرية والاجتماعية، لكنها اليوم أصبحت مطالبة بمسؤوليات جديدة دون أن تُخفَّف عنها الأعباء القديمة. فبينما كنا نبحث عن العدالة، وجدنا أنفسنا في سباقٍ لا ينتهي، نعمل داخل المنزل وخارجه، نربي ونعلّم ونكدّ ونسابق الزمن، حتى أصبح يومنا متخمًا بالمهمات التي لا تنتهي، وكأن "المساواة" تعني مضاعفة الجهد وليس تحقيق التوازن.
في هذا اليوم، الذي من المفترض أن يكون تكريمًا لنا، نجد أنفسنا مرهقات أكثر من أي وقتٍ مضى. يقال لنا إننا حصلنا على حقوقنا، لكننا ندرك أن ما حصلنا عليه هو تحديات أكبر ومسؤوليات لم تعد تُطاق، في حين أن بعض الرجال ما زالوا يتمتعون برفاهية الاختيار بين أن يكونوا معيلين أو لا، بينما المرأة باتت مضطرة لأن تكون كل شيء في آنٍ واحد.
إن الطبيعة البشرية قائمة على التكامل وليس التنافس، لكننا اليوم نُدفع نحو سباق غير منصف، حيث نُطالب بأن نكون مثل الرجال في سوق العمل، ولكننا لا نجد من يشاركنا أدوارنا في المنزل. فهل هذا هو الإنصاف الذي طمحنا إليه؟ أم أننا عشنا خدعة كبيرة باسم التقدم؟
كفانا مؤامرات على طبيعتنا، وكفانا شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع. ما نحتاجه ليس الاحتفاء بنا ليوم واحد، بل إعادة النظر في معادلة الحياة بأكملها، بحيث نحصل على التقدير الذي نستحقه، لا مزيدًا من المسؤوليات التي تُلقى على عاتقنا باسم المساواة.
المرأة لا تحتاج إلى يوم عالمي، بل إلى واقع عالمي أكثر عدالة.

