العتوم يكتب: خطة إيران.. "قلب الطاولة على الجميع"
د.نبيل العتوم
تصريحات إيرانية شبه يومية وعلى مدار الساعة، وعلى لسان المرشد وقائد الحرس الثوري وغيرهم الكثير، تتعهد فيها طهران بإعادة الأمور إلى سابق عهدها في سوريا مهما كلف الثمن، والانتقال إلى الخطة ب وعنوانها "قلب الطاولة على الجميع" بعد تعرض طهران لنكبة استراتيجية أفقدتها أهم استثمار إيراني منذ عقود بخسارة سوريا. هناك معلومات استخبارية لدى دول المنطقة، خاصة تركيا، بوجود مخطط إيراني كبير يتم الإعداد له منذ سقوط نظام الأسد للعبث بأمن سوريا، وتم تزويد أجهزة الجيش والأمن السوري بها. ربما قد يتم الإفصاح عنها خلال الأيام القادمة.
وكانت مناسبة تشييع نصر الله تمثل فرصة ذهبية للتمهيد لساعة الصفر عبر نقل جزء من الإيرانيين وميليشياتهم إلى لبنان، ومن ثم تهريبهم إلى سوريا للانخراط في هذا المخطط بعد التنسيق مع حزب الله اللبناني. وكانت هناك غرفة عمليات مشتركة أُعدت لهذه الغاية تجمع الحرس الثوري وحزب الله وقسد. وقد شن وزير خارجية تركيا هجومًا لاذعًا على إيران قبل الأحداث بأسبوع كمؤشر على كشف المخطط الإيراني، حيث تم تحذير طهران من العبث بأمن سوريا والمنطقة، ما أدى إلى رد فعل إيراني تصعيدي تجاه أنقرة في محاولة تركية استباقية لإثناء الإيرانيين وردعهم عن المضي بهذا المخطط. لكن هذه المحاولة فشلت، وهذا ما دعا الأتراك للتدخل مباشرة وبالتعاون مع بعض دول المنطقة لإحباط هذا المخطط.
لم يتم الإفصاح لغاية اللحظة عن كثير من المعلومات لأن المخطط كان خطيرًا جدًا، خاصة لجهة التمهيد لحرب أهلية واسعة قد تؤدي لتفكيك سوريا جغرافياً وديموغرافيًا. لن تقف محاولات إيران ووكلائها عند هذا الحد. وأعتقد أن التصعيد سيد الموقف خدمةً لبرنامجها النووي ولتوظيف الورقة السورية لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة لابتزاز الغرب. النتيجة أن دولة ولي الفقيه ستبقى تقاتل حتى آخر عراقي ولبناني ويمني... خدمةً لمشروعها السرطاني المخيف.

