هل نجحت "قمة فلسطين" في استعادة الكرامة العربية؟.... الحلايقة يجيب "أخبار الأردن"

{title}
أخبار الأردن -

 

قال نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور محمد الحلايقة إن القمة العربية شكّلت منعطفًا مفصليًا وفرصةً تاريخيةً لاستعادة الكرامة العربية التي طالما انتُهِكت في ظل التخاذل والتشتت.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنها جاءت توحيد الصفوف في مواجهة التهديدات الصهيونية المتصاعدة، التي باتت تتجاوز جغرافيا فلسطين المحتلة لتتمدد بشكلٍ خطيرٍ وممنهجٍ نحو جنوب لبنان، وتتغلغل في العمق السوري، وتهدد مجمل الأمن القومي العربي دون استثناء.

وبيّن الحلايقة أن هذا التغول الإسرائيلي، المدعوم دعمًا أمريكيًا أعمى، يُشكِّل مشروعًا توسعيًا استيطانيًا لم يعد يخفى على أحد، مشروعًا يضرب عرض الحائط بكافة المعاهدات والمواثيق، ويتنصل من التزاماته الدولية بوقاحةٍ غير مسبوقة.

وذكر أن المواطن العربي، من المحيط إلى الخليج، يتطلع بأملٍ مشوبٍ بالقلق إلى أن تكون هذه القمة مختلفة عن سابقاتها، قمةً ترتقي إلى مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، قمةً تُعيد رسم معالم الموقف العربي بما يتناسب مع حجم التحديات والمخاطر المحدقة، فالمشروع الصهيوني، الذي يتغذى على العدوان والتوسع، لم يعد خطره مقتصرًا على فلسطين فحسب، ذلك أنه أصبح يهدد الأنظمة العربية برمتها، ويتربص بأمنها واستقرارها، ولم يعد خافيًا على أحد أن الغارات الجوية، والتوغلات العسكرية، والمجازر الصامتة في جنين وطولكرم، ما هي إلا شواهد دامغة على طبيعة هذا العدو الذي لا يعرف حدودًا لأطماعه.

وأشار الحلايقة إلى أن الحاجة باتت ملحَّةً إلى موقفٍ عربيٍ موحَّدٍ، وإرادةٍ سياسيةٍ جماعيةٍ صلبة، قادرةٍ على استثمار الإمكانات الهائلة التي تزخر بها الأمة العربية، سواء الاقتصادية، أو السياسية، أو العسكرية، من أجل ردع هذا العدوان ووضع حدٍ نهائيٍ له، مضيفًا أن الأمة العربية تمتلك من الأوراق الضاغطة والأدوات الفاعلة ما يجعلها قادرةً على تغيير المعادلات، لكن ذلك لن يتحقق إلا عبر توحيد الإرادة وتفعيل القرارات التنفيذية التي تعكس تطلعات الشعوب العربية وآمالها.

ولعلّ التاريخ القريب يُذكِّرنا بالمواقف العربية الجريئة التي شكّلت فارقًا في المشهد الدولي، كموقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإغلاق قناة السويس، وقرار الملك فيصل - رحمه الله - بوقف إمدادات النفط، وهي أدواتٌ استراتيجيةٌ ما زالت متاحة، يمكن استخدامها أو التلويح بها في إطار سياسةٍ عربيةٍ موحدةٍ تستهدف استعادة زمام المبادرة، فليس من المقبول أن تظل الأمة العربية، بما تمتلكه من موارد بشريةٍ، وثرواتٍ طبيعيةٍ، وإمكاناتٍ سياسيةٍ وعسكرية، عاجزةً عن الدفاع عن حقوقها ومصالحها، مستسلمةً لوضعية التبعية والتهميش، وفقًا لما صرّح به الحلايقة لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

ولفت الانتباه إلى أن البيان الختامي الصادر عن القمة، الذي أكد على رفض التهجير القسري، ودعا إلى إعادة إعمار غزة، يُمثِّل خطوةً أولى في الاتجاه الصحيح، لكنه يبقى مجرد كلماتٍ ما لم تُترجم إلى إجراءاتٍ عمليةٍ حاسمة، مستطردًا أن ما هو مطلوب اليوم هو توحيد الصف العربي، وتفعيل الأدوات السياسية والاقتصادية المتاحة، وبلورة استراتيجيةٍ شاملةٍ تهدف إلى تحجيم هذا العدوان، ووقف الأطماع الصهيونية، واستعادة الأمة العربية لمكانتها وكرامتها التي طال انتظارها، فالوقت قد حان لوقفةٍ عربيةٍ تاريخيةٍ تعيد للأمة هيبتها، وتُرسِّخ حضورها الفاعل على الساحة الدولية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية