غرايبة يكتب: حماس تقارع الاحتلال والمقصر هو القاعد

{title}
أخبار الأردن -

 

رحيل غرايبة

من الممكن أن تنتقد تصرف شخص أو فئة بأنه  خطأ..  ومن الممكن ان تصف الفعل بالخطيئة .. أو أنه جانب الصواب.. أو تصف فعل أحدهم بأنه لم يكن موفقا.. أو لم يكن ذكيا.. أو ليس مدروسا بعناية.. أو ينقصه كثير من الحكمة.. أو ليس دقيقا.. أو متعجلا.. ومن الممكن مناقشة الأفعال والتصرفات وإعلان المخالفة  الصريحة.. أو مناقشة  السياسات والتحالفات

والإصطفافات وتوجيه النقد لها، فهذا أمر طبيعي جدا ومقبول.. ما ليس مقبولا هو وصف الفئة بأنها منحرفة.. أو سيئة وسيئة جدا.. وحزبية.. ويجب تدميرها أو العمل على تخريبها.. فهذا ليس منهجا صحيحا بالمطلق.. ولا يملك أحد الحق ليصدر أحكاما بالإنحراف أو السوء لمجرد أنها  لها أفكار حزبية أو تشتري سلاحا من إيران أو أنها  تتخذ مواقف سياسية لا توافقها... فهذا

جهل لا يغتفر.. وليس مجرد  سقطة أو  نقطة خلاف.. لا أبدا .. فهذا سلوك خطير للغاية لا يسكت عليه، فهذا منهج داعشي مرفوض، مخالف للإسلام  جملة وتفصيل.. لأن هذا الحكم على هذا النحو بهذه البساطة وبهذه السهولة هو حكم بجواز القتل ..

لا يملك أحد  أن يجعل من نفسه معيارا  ومقياسا للمخالف بأنه منحرف .. ومن قال إنك أنت المستقيم ؟! ومن أعطاك هذه الشهادة..؟! ومن سمح لك أن تعطي صكوك غفران وتصدر أحكاما قضائية؟

حماس فئة من  عامة المسلمين  من أهل السنة والجماعة.. لا تكفر أحدا.. ولا تدخل بخلاف عقدي أو فقهي مع أحد، ولا تنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، ولا  تصدر أحكاما على غيرها بالخطأ فضلا عن الإنحراف..، ولا تعلن انحيازها لسلفية أو أشاعرة أو ماتوريدية.. ولا تتبنى مذهبا فقهيا محددا، ولا تتعصب لأحد ولا  لأي فكرة اجتهادية..

وهي فئة متفرغة لمقارعة الاحتلال  بكل ما تستطيع وما يسعها الجهد ..وهي تحصل على السلاح من أي جهة متاحة دون أن تتبنى عقيدة هذا الطرف ولا حتى الخضوع لرأيه السياسي ..

المقصر هو القاعد عن مواجهة الاحتلال، والذي لا يرى خطورة ولا بأسا في احتلال المقدسات والأرض ولا تعرض الأهل للقتل والتدمير والطرد والتهجير ... ثم يشغل نفسه بغير ذات الشوكة.. ثم لا يسلم المجاهدون من سلق لسانه ..

نحن بحاجة الى وحدة أهل الفكر والعلم والفقه في مواجهة أكبر حملة غزو مدمر للأمة.. نحن بحاجة الى وحدة الصف وليس إلى تفريق الصفوف وإشاعة الطعن بغير مسوغ من دليل أو عقل أو منطق.. نحن بحاجة للعلماء الذين يبينون الحق للناس وأن يجهروا بالحق أمام السلاطين الجورة.. وأن يكشفوا تخاذل المتخاذلين عن نصرة المجاهدين.. وأن يخضوا الناس على الانخراط في

 دعم ومساندة مقاوم العدو المحتل الاستيطاني التوسعي  الذي أمعن في تفريق الأمة واضعافها.. ونجح في إشعال الاختلاف والفرقة في صفوف الأمة على يد الجهلة من أبنائها..

وصدق الله القائل: (وفيكم سماعون لهم).. ولا حول ولا قوة الا بالله .

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية