القضاة يكتب: غاز الأردن... كُنَّا ننتظر البشرى بِجَر الغاز.. طِلْعَتْ السولافه عن اسطوانه غاز؟!
الدكتور محمدامين مفلح القضاه
جاء في الأخبار قبل أشهر....وعلى استحياء بأن الغاز الذي تم اكتشافه مؤخراً في الاردن يكفي احتياجاتنا لثلاثين عاماً قادمة... وجاء أيضاً أن الأردن بدأ بتصدير الغاز إلى سوريا الشقيقة!!
إلى هنا الخبرين مفرحين رغم أنهما كما قلت صدرا على استحياء ودون بهرجة اعلامية كتلك التي رافَقَت المنخفض الأخير الذي أبى إلا البقاء في اسطنبول حيث رقص الشعب في الشوارع فرحاً بزخات الثلج!
كنت أتمنى على وزارة الطاقة بكافة أجنحتها أن تبشّر بالاكتشاف والتصدير وبالخطة القادمة لتخليص الاردنيين من ثمن جرة الغاز أو من جزء من ثمنها... وبدء تنفيذ مشاريع استثمارية ستعمل على الغاز... وكذلك بدء تنفيذ خطة شاملة لجرّ وايصال الغاز إلى المنازل من خلال الأنابيب أسوة بمعظم الدول... وتخليص الاردنيين من قرقعة اسطوانات الغاز وسوء ادارة بعض الموزعين... ولكن للأسف خاب ظنّنا.... فمع عجقة وتناقض التنبؤات الجوية روّجت الأخبار والمواقع قصة الاسطوانات البلاستيكية فتحدث بها الصغير قبل الوزير... وأصبحت هي القضية الأبرز على مستوى الوطن!
كنا نتمنى على الحكومة الرشيدة التي تفاءَلنا بها وما زلنا نتفاءَل أن تُفَعِّل تخطيطها الاستراتيجي الذي ثبت بأنه ما زال حبيس الأدراج وأنه مجرد حبر على ورق... وأنه لا يستعمل إلاّ للترويج وحصد الجوائز أو التنافس عليها...
كنا نتمنى على وزير الطاقة والثروة المعدنية الخروج على القنوات بتصريحاتٍ حول كمية الغاز المكتشفة وأن يزف البشرى لهم وعلى مدار اسبوع... فشعبنا الكِشِر المتشائم بحاجة ماسة إلى جُرْعة أمل...
ما زال الوقت متاحاً وما زال بريق الأمل يلوح في الأفق فأملنا اولا وآخراً بالله أن يصلح الحال وأن يلهم مسؤوليتنا الصواب في القول والعمل بعيداً عن روتين الحكومات السابقة ووعودها التي لم يتحقق منها إلا اليسير...
وأخيراً أقول لمن يهمهم الأمر سيبونا من سولافة الاسطوانة وشغلوا الاسطوانه التي منحكم الله اياها وما زالت قيد البرمجة! حفظ الله الوطن والملك وحفظ الله المواطن من كل الشرور..

