عايش يكتب: محاكاة بين الطقس والاقتصاد
حسام عايش
يسود في فصل الشتاء استخدام مصطلحات مناخية عديدة للتعبير عن الحالة الجوية وأحوال الطقس السائدة أو المتوقعة، وهي مصطلحات يمكن لعلم الاقتصاد وللاقتصاديين استعارتها للتعبير عن حالة الاقتصاد السائدة والمتوقعة أيضًا.
من هذه المصطلحات، مصطلح البرودة الاقتصادية، الذي يُستخدم لوصف فترات الركود أو الجمود في الاقتصاد، حيث يشعر السوق أو الأفراد بحالة من البرودة أو الانخفاض في النشاط التجاري أو الاقتصادي العام، كحال برودة الطقس التي تخفِّض أو تقلِّل الحركة أو النشاط العام.
مصطلح الثلوج الاقتصادية، يشير إلى فترات من التباطؤ الاقتصادي القريب من التوقف، حيث يكون النشاط الاقتصادي بطيئًا جدًا أو متوقفًا تقريبًا، أي مماثلًا لتوقف الحركة نتيجة لتراكم الثلوج.
مصطلح الضبابية الاقتصادية، يصف حالة الغموض وعدم اليقين بشأن الاتجاه المستقبلي للاقتصاد، وبالتالي عدم وضوح الرؤى الاقتصادية بسبب تحديات أو قضايا أو أحداث غير معروفة أو غير متوقعة تؤثر على الاقتصاد، تمامًا كما تكون الرؤية في الضباب ضعيفة أو معدومة، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث.
مصطلح الرياح الاقتصادية، يُستخدم للإشارة إلى التغيرات المفاجئة في الاتجاهات أو الدورات الاقتصادية التي تؤثر على النمو، كالتغير في أسعار الفائدة أو ارتفاع أسعار النفط أو حركة الاستثمارات الأجنبية، حيث تؤدي جميعها أو بعضها إلى تحولات غير متوقعة في الاقتصاد، تمامًا كما تؤثر الرياح على اتجاهات المنخفضات الجوية أو حركة السفن أو حتى تغيير مسارات الطائرات.
مصطلح اقتصاد غائم جزئي، يشير إلى حالة اقتصادية تتراوح بين اليقين والتذبذب، أي ليست سيئة تمامًا أو حسنة تمامًا، حيث يوجد بعض التوازن بين الإيجابيات والسلبيات، فالأوضاع ليست قاتمة ولكنها ليست مثالية أيضًا، أي أن الاقتصاد يملك مؤشرات إيجابية لكنها ليست كافية، تمامًا كالسماء المغطاة جزئيًا بالغيوم، حيث تتوفر إمكانية هطول الأمطار لكنها ليست حتمية، أي يوجد نوع من التوازن بين الحالتين.
مصطلح الاستسقاء الاقتصادي، يشير إلى طلب الدعم أو البحث عن حلول اقتصادية في وقت الأزمات الاقتصادية أو المالية أو غيرهما، مثلما يتم طلب نزول الغيث (المطر) في صلاة الاستسقاء لقطع الجفاف، ما يعكس فكرة أن الاقتصاد بحاجة إلى تدخل أو دعم لتحفيزه أو لإنقاذه من حالة صعبة يمر بها، كما يطلب الناس العون من الله لنزول المطر بعد انحباسه.
مصطلح اقتصاد ملبد بالغيوم، يؤشِّر إلى مخاطر اقتصادية أو أزمات اقتصادية تلوح في الأفق، تمامًا كالسماء الملبدة بالغيوم التي تغطي بين 90% إلى 100% منها، وتعطي انطباعات قاتمة وغير ملهمة وباهتة، مع توقع حدوث مخاطر، سواء على شكل أمطار قوية أو عواصف خطيرة.
مصطلح انحباس الأمطار الاقتصادي، يشير إلى عدم وجود استثمارات جديدة أو مشاريع كبيرة أو أسواق جديدة للصادرات أو تراجع في الإيرادات السياحية، ما يؤدي إلى حالة من التباطؤ أو الركود الاقتصادي، حيث تتوقف الأنشطة الاقتصادية عن النمو نتيجة الانحباس الاقتصادي الناجم عن نقص الإنفاق أو الاستثمارات أو العائدات، تمامًا كما ينحبس هطول الأمطار، حيث يسود الجفاف ويتوقف النشاط الزراعي وغيره عن الإنتاج.
مصطلح أمطار اقتصادية متفرقة، يُستخدم للإشارة إلى استثمار مفاجئ أو تدفق رأس مال إلى قطاع اقتصادي معين، ما يؤدي إلى ازدهار مؤقت في قطاعات اقتصادية محددة، تمامًا مثل تساقط أمطار متفرقة هنا أو هناك، تجلب معها خيرًا ونموًا جزئيًا.
المصطلحات الاقتصادية المستوحاة من مصطلحات المناخ والطقس – وهي هنا على سبيل المحاكاة – تحمل في طياتها قراءة للأوضاع والأحوال الاقتصادية بمعناها العملي المحسوس والمعاش، وقد تكون أكثر قدرة على تقريب المشهد الاقتصادي السائد والمتوقع أكثر من مصطلحات الاقتصاد المجردة.

