فوضى التنبؤات الجوية وضرورة محاسبة المخطئ
د. محمدامين مفلح القضاه*
عاش الشعب الأردني خلال الأيام الماضية أياماً عصيبة بسبب سوء إدارة ملف التنبؤات الجوية وبمساعدة من بعض المحطات الفضائية والمواقع الإلكترونية التي لا يهمها إلا جمع المشاهدات واللايكات والتعليقات رافقها صمت غريب من الجهات الحكومية المختصة.
وجراء ذلك ونظراً لتعطّش المواطن الأردني بطبيعته إلى العطلة قبل المطر والثلج فقد داعبت هذه النشرات ومن يقف خلفها من مذيعين باعوا ضميرهم لموقعٍ أو محطة داعبت مشاعرهم وتأكّد لهم بما لا يَدَعُ مجالاً للشك بأن الثلجَ قادم وسيضرب بقوة كافة مفاصل الوطن... وبأن العطلة اصبحت تحصيل حاصل... كيف لا وبعض المواقع الرخيصة وأصحاب النفوس الدنيئة قد نبشوا تقارير وفيديوهات تعود لثلجات سنوات سابقة.
وفي هذا المجال.. نرجو أن نترحّم جميعاً على خبير الأرصاد الجوية الدكتور علي عبنده رحمه الله والذي كانت تنبؤاته علمية واقعية إلى حدٍ ما... والذي لا زلتُ أتذكّر محاضرةً له بدعوةٍ من قسم الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك عام ١٩٨٥ والتي شرح فيها عن دائرة الارصاد الجوية ودقة التنبؤات فقال وقتها بالحرف الواحد ستكون تنبؤاتنا صحيحة إلى حدٍ ما بعد ربع قرن!
المطلوب من الحكومة الرشيدة ما يلي: أولاً:محاسبة كافة مواقع الرصد الجوي على الأخطاء التي ارتكبوها وأدت إلى ارباك المواطنين. ثانياً: محاسبة كافة المواقع الإخبارية على الأخبار والفيديوهات الكاذبة التي نشرتها وبثتها ومعرفة الجهات التي وقفت معها ودعمتها. ثالثاً: نظراً للحالة النفسية التي دفعت بالمواطن إلى تصديق النشرات والتهويلات مما ترتب عليه دفعهم إلى التهافت على شراء المستلزمات الضرورية وغير الضرورية (وقحطوا) كل ما يتوفر في الأسواق من خبز وكعك وخضروات وفواكه سيؤول معظمها إلى الحاويات... فأفرغت جيوبهم المثقوبة والمتهالكة أصلاً... فإن على الحكومة الرشيدة ضرورة الوقوف مع المواطن من خلال تقديم دعم إضافي للمستحقين الذين يتقاضون معونات من صندوق المعونة الوطنيك وكذلك اجبار البنوك على تأجيل القروض لشهرين قادمين دون تحميل المواطن اي تبعات. رابعاً: تشديد الرقابة على كل مواقع الرصد والمواقع الإلكترونية حتى لا نقع في حوض النعنع مجدداً. خامساً: إعادة النظر مستقبلا في القرارات المتعلقة بتأخير الدوام أو حتى التعطيل فلا يعقل مطلقاً أن يتم ربط دوام المدارس بنفس موعد دوام الموظفين... والازمات المرورية الخانقة التي سببها القرار هذه الأيام دليل واضح على التخبّط في اتخاذ القرار وعدم دراسته الدراسة الوافية.
حمى الله الوطن والملك من المتشدفين والراقصين على جراحنا ... وحمى الله المواطن من كل سوء
*مدير ومستشار سابق/وزارة التخطيط والتعاون الدولي

