الزيود تكتب: دبلوماسية الحسين.. تعزيز التعاون العربي عبر بوابة القاهرة

{title}
أخبار الأردن -

 

دعاء الزيود

إن زيارة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إلى جمهورية مصر العربية، تحمل في طياتها أهمية سياسية استراتيجية تتجاوز حدود العلاقات الأخوية العميقة بين الأردن ومصر. فهذه الزيارة، التي جمعت سمو ولي العهد مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تمثل خطوة بارزة في تعزيز التعاون العربي، وتترجم رؤية استراتيجية واضحة من جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي اختار سمو الأمير الحسين لتمثيل الأردن في هذا اللقاء التاريخي.

إرسال سمو ولي العهد يعكس ثقة جلالة الملك العالية في قدرات سموه السياسية، وما يتمتع به من نضج دبلوماسي. فهو ليس مجرد صوت أردني في هذا اللقاء، بل يعبر عن القيادة الأردنية المتقدمة التي تسعى دومًا للاضطلاع بدور محوري في الأحداث الإقليمية، خاصة في القضايا التي تؤثر بشكل مباشر في أمن المنطقة، مثل القضية الفلسطينية.

إن الرسالة التي حملتها زيارة سمو ولي العهد تكمن في تأكيد دعم الأردن المستمر لجهود إعادة إعمار غزة، وضمان عدم تهجير الشعب الفلسطيني. هذه المواقف تُعد مواقف استراتيجية تصب في مصلحة الحفاظ على الأمن الإقليمي وضمان استقراره. وفي هذا السياق، تُعد العلاقات الثنائية بين الأردن ومصر حجر الزاوية لتحقيق تعاون مستدام في مختلف المجالات من الأمن إلى الاقتصاد، وهو ما أصبح ضرورة ملحة في مواجهة التحديات الراهنة التي تتطلب التنسيق المشترك بين الدول العربية.

إن اللقاء بين سمو الأمير الحسين والرئيس السيسي يعبر عن وحدة في الرؤى بين الأردن ومصر، ويعكس استراتيجيات موحدة بين البلدين للتركيز على القضايا الإقليمية المحورية. ومن هذا المنطلق، تتأكد أهمية التعاون العربي في الحفاظ على استقرار المنطقة ومواجهة التحديات المستمرة التي تمر بها.

القرار الملكي بإرسال سمو ولي العهد في هذا التوقيت يبعث برسالة سياسية قوية وواضحة: الحلول المستدامة لا تأتي إلا من خلال تنسيق عربي مشترك وإجراءات استراتيجية مبنية على أسس السلام والتعاون. إن سياسة الأردن الثابتة والراسخة في دعم القضايا العربية، والتأكيد على أهمية العمل المشترك لمواجهة الأزمات الإقليمية، تعكس بعدًا استراتيجيًا راسخًا، يمكّن المملكة من الاضطلاع بدور محوري في صنع القرارات العربية.

إن زيارة سمو ولي العهد إلى القاهرة تؤكد أن الأردن لم يعد مجرد مراقب، بل أصبح لاعبًا رئيسيًا في تشكيل مسار الأحداث الإقليمية. ومن خلال هذه الزيارة، يتجسد الدور الأردني الفاعل في استقرار المنطقة وحمايتها من التداعيات السلبية للصراعات الإقليمية، وهو ما يظهر بوضوح من خلال الدعم المستمر لمصر في جهودها لإعادة إعمار غزة وتفعيل التعاون العربي المشترك.

إن موقف سمو الأمير الحسين في هذا اللقاء يعكس الرؤية السياسية الفذة التي يتبناها جلالة الملك عبد الله الثاني، والتي تُترجم إلى خطوات عملية تعزز من دور الأردن كداعم رئيسي للاستقرار في المنطقة. ومع التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة، تواصل القيادة الأردنية تحقيق التوازن الاستراتيجي الذي يعزز من مكانتها في العالم العربي، مما يرسخ الموقف الأردني الثابت في تعزيز السلام والتعاون في هذا الوقت الحساس.

إن هذه الزيارة تؤكد مرة أخرى أن الأردن، تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، لا يُكتفى بدوره في السياسة الإقليمية بل يسهم بشكلٍ فاعل في تشكيل سياسات المنطقة المستقبلية. فالأردن هو اللاعب الذي يربط بين القوى الإقليمية ويقود الجهود المشتركة لتحقيق استقرار دائم في المنطقة، وهذا ما تجسده دبلوماسية سمو الأمير الحسين بن عبدالله التي تمثل في جوهرها سعيًا دائمًا للسلام والتعاون العربي الفاعل.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية