القلاب يكتب: الملك قال: «لا» مدوية
رداد القلاب
جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد الامير الحسين واجها غطرسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشجاعة ومتسلحين بشرعية الحكم والتفاف شعبي حولهما وتأييد إقليمي ودولي.
ليس سهلاً الوقوف في وجه ترامب مرعب الزعماء والدول، فالملك قال (لا) مدوية دون وجل.
نجح جلالة الملك عبدالله الثاني بخلخلة أساس خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رفض التهجير واعلان عن وجود خطة بديلة عربية تمهيداً لإنهائها.
الفكرة الاردنية الرافضة للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية سيعلن عن تفاصيلها قريباً خلال الخطة العربية، حيث لم يكن الموقف العربي شبه موحد كما هو اليوم ويجب استغلاله والبناء عليه.
ولاقت مكرمة الملك بقبول علاج الفي طفل غزي من مرض السرطان في الاردن مع ذويهم، قبولاً انسانياً وصل حدود العالمية وهذا ديدن الهاشميين في هذا الوطن الحر، الذي أغاث كل عربي او إنسان طلبها وهي تحسب له لا عليه وان إغاثة هذا العدد لا يعني قبول التهجير، رغم ان الأردن لم يتوقف يوما منذ بدء العدوان عن زيادة المستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية ونفذ اكبر حملة دولية واقليمية بالمساعدات الإنسانية والعلاجية فضلا عن الحملة الدبلوماسية لمساعدة الأشقاء.
المؤلم ان يتعرض الموقف الملكي البطولي الشهم إلى تزوير الترجمة خلال المؤتمر الصحافي للملك والرئيس الأميركي، ما أساء لنا جميعا مع علمنا بوجود أشخاص وجماعات (لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب) ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.
فقد تعرض الموقف الهاشمي للتزوير كما يلي وهنا اقتبس ترجمة لما جرى:
"كان الصحفي الأميركي (زولان كانو يونجز) مراسل نيويورك تايمز في البيت الأبيض (مراسل صحيفة الوول ستريت)، واقفا أمام الملك وترامب في المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض (من المهم الانتباه إلى أن المؤتمر كان قبل دخول الملك إلى اللقاء الموسع مع ترمب):
ويقول الصحفي الأميركي: سُئل ترامب عن رفض الأردن استقبال مليوني لاجئ غزي على أرض الأردن، فأجاب ترامب:
- «ناقشت أنا والملك الموضوع لمدة وجيزة»، ثم التفت الرئيس الأميركي إلى الملك وطلب إليه التعليق على السؤال، فكان تعليق الملك:
«It is hard to make this work in a way that is good for everybody».
الترجمة: «من الصعب جعل ذلك يحدث بطريقة ترضي الجميع».
* بعد أقل من ربع ساعة غيّرت النيويورك تايمز أربع كلمات من جواب الملك ونشرته بالنص التالي:
«I think the point is how do we make this work in a way that is good for every body».
الترجمة: «أظن أن الفكرة هي كيف نجعل ذلك يحدث بطريقة ترضي الجميع».
* الجواب الأصلي: تأكيد لموقف الأردن القاطع برفض تهجير الغزيين إلى الأردن أو مصر أو السعودية.
الجواب المعدل: قَبول الفكرة وفتح الباب على مناقشة آليات التنفيذ.
المثير للريبة أن الفيديوهات المنشورة للمؤتمر الصحفي ليس فيها هذا السؤال ولا الجواب (الحقيقي أو المعدل).
لا نستهجن اصرار الإعلام، على التعامي عن الجواب الأصلي، وتبني الجواب المعدل والمغالطة متعمدا، لان كثيراً منها ينفذ ذلك خدمة أجندة خاصة وان كان اجنبيا.
لتوضيح ما جرى وبيان الرواية الحقيقية لما حدث في البيت الأبيض لا بد من حملة رسمية تقودها الحكومة للحصول على اعتذارات بشأن تزوير الترجمة وبث الحقيقة كما هي في مكان وزمان البث.

